يخرج الشعب في مقدمته الشباب يوميا دون ملل أو كلل في مظاهرات منددة بالانقلاب العسكري كان آخرها "الشباب عماد الثورة" .. وهي مسيرات تبعث على الأمل والتفاؤل، وبمثابة إثبات للعالم أن جماعة الإخوان المسلمين لا سيطرة لها على المظاهرات، فالبرغم من اعتقال معظم قيادات "الجماعة" إلا أن المظاهرات مستمرة ولا تتوقف، حتى أن البعض يقول إنه في حال تنفيذ مطالب الشارع المصري بعودة الرئيس المنتخب د.محمد مرسي فلن يكون ذلك نهاية المطاف وإنما ستكون بداية حقيقية لتطهير الدولة من كل من ساهم في إفسادها. يقول السفير إبراهيم يسري - رئيس جبهة الضمير والمحامي والمحكم الدولي -، في تصريحات صحفية، إن مظاهرات "الشباب عماد الثورة" تبعث على الأمل والتفاؤل؛ لأنها تعكس تصميم الشعب على استرجاع حريته وحقوقه، وبعثت لنا في مجملها إشارة جيدة، والرسالة الأكثر قوة وأهمية هي مشاركة "كرداسة" في المليونية رغم كل ما حدث من قمع، حيث قامت فيها مظاهرات تطالب بالشرعية، وكذلك في الصعيد أيضا، أي أن هناك تصميما وإصرارا من الشعب على استعادة الشرعية. ويرى "يسري"، حسبما نقلت عنه "الحرية والعدالة"، أن مظاهرات "الشباب عماد الثورة" أكدت أنه لم يعد هناك أي مجال لترويج فكرة أن الإخوان فقط هم من يتظاهرون كما يصور إعلام الانقلاب، فالإخوان وقياداتهم بالسجون، واعتقل من الإخوان الآلاف، والحقيقة الواضحة الآن للجميع أن الذي يتظاهر الآن هو الشعب المصري. وأعرب "يسري" عن تفاؤله الشديد، وقال إنه متفائل جدا ومتيقن من انتصار الثورة، طال الوقت أو قصر على سلطة الحكم الحالي، حتى لو نجح بإقامة بنيانه فبنيانه منهار. يرى محمد كمال جبر - باحث متخصص في العلوم السياسية - أن مظاهرات "الشباب عماد الثورة" كانت أوسع نطاقا وأكثر عددا وتنوعا في المشاركين، حيث شاركت فيها قطاعات جديدة من الشعب المصري بعد أن أدركت حقيقة الانقلاب، وأنه يأخذ الوطن بعيدا عن ثورة 25 يناير ومكتسباتها، وشاهدوا ذلك بأعينهم وأنفسهم على مدار الأسابيع الماضية منذ وقوعه، فأدركوا أننا نعاني من ثورة مضادة، خاصة في ظل ما يرونه من اعتقالات عشوائية وتقييد للحريات وقمع للمظاهرات والاحتجاجات الفئوية، حتى التي لا تتعلق بقضايا سياسية، ومثال ذلك الواضح قمع مظاهرات طلاب جدد بشأن التنسيق والتحويل تم قمعهم باحتجاج فئوي بحت، فتيقن الجميع من عودة القمع على الجميع. ودلل "جبر" بأن المظاهرات كانت أوسع نطاقا بمشاركة مناطق جديدة منها مراكز بالمنوفية - كانت تقليديا في جزء منها مؤيدة للانقلاب - خرجت منها مظاهرات ضده، كذلك خرجت مظاهرات في "قرية دلجا" بالمنيا، و"كرداسة" رغم كل الإجراءات القمعية ضدهم، مما يعني عمليا فشل الانقلاب وبداية لدحره. في ذات السياق، يعقد "التحالف الوطني للحركات الثورية"، والذي يضم 18 حركة، من بينها "التراس نهضاوي، "التراس مورسيات"، "أحرار عين شمس"، "متعسكرنيش"، "أزهريون ضد الانقلاب"، "ثانوي ضد الانقلاب" اجتماعًا اليوم الخميس لوضع التفاصيل الكاملة والخطط البديلة ليوم النصر (السادس من أكتوبر) للمطالبة ب "عودة الشرعية ورفض الانقلاب العسكري ومحاكمة وزيري الداخلية اللواء محمد إبراهيم والدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي على الجرائم التي ارتكبت بعد 30 يونيو". ودعا التحالف في بيان له أبناء الوطن إلى الزحف للقاهرة ابتداءً من يوم 1 أكتوبر وحتى 4 من الشهر ذاته لاحتمالية غلق مداخل القاهرة. وقالت حركات شبابية وثورية إن يوم 6 أكتوبر الموافق لذكرى نصر حرب أكتوبر سيكون "يوم إنهيار الدولة العسكرية البوليسية للأبد"، مطالبين الشعب المصري جميعًا، رجال ونساء وشباب وبنات مصر، بالمشاركة في فعاليات اليوم التي لم يتم الإعلان عن تفاصيلها حتى الآن، لافتين إلى أن التواجد في الشارع باستمرار وصمود المتظاهرين يجعل الدولة البوليسية تنهار تدريجياً. وقال محمود فتحي، رئيس حزب الفضيلة والمشارك في التحالف الوطني لدعم الشرعية، إن العديد من الحركات الشبابية والقوى الثورية وجهت الدعوة إلى المزيد من الخطوات التصعيدية ضد الانقلابيين، وذلك بعد نجاح الفعاليات الأخيرة واستجابة أعداد كبيرة من المواطنين لدعوات الاعتصام والعصيان المدني. وقال فتحي في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إن تلك الحركات دعت إلى شل حركة المترو والطرق يوم الإثنين القادم الموافق 30 سبتمبر، ولمدة أسبوع، كخطوة رمزية لإظهار عجز الانقلابيين عن مواجهة الحلول الثورية، مؤكدا أن هذه الحركات أعلنت يوم السادس من أكتوبر يومًا للزحف من جميع المحافظات إلى القاهرة لشل حركة العاصمة تمامًا، كما هدد الداعون إلى هذه الفعاليات بالمزيد من الخطوات التصعيدية السلمية والمفاجئة حتى سقوط الانقلاب ومحاكمة القتلة والمجرمين. وكشف ضياء الصاوي، منسق حركة "شباب ضد الانقلاب" عن وجود تنسيق كامل بكل شباب الجامعات المصرية والمدارس من أجل تنظيم وتفعيل التظاهرات الرافضة للانقلاب العسكري، مبينا أن الفترة القادمة ستشهد العديد من التظاهرات التي يجري الإعداد لها ودراسة مواعيدها حاليًا من خلال الشباب على مختلف تحركاتهم واتجاهاتهم.