دائما ما يذهل الأناس المستجدون على أساليب القدرة الشخصية لرفع الكفاءة العقلية ، للاختلاف الذي تحدثه بعض من الكلمات الصغيرة ، ويكون هذا الاختلاف بين مجرد سؤال شخص ما للقيام بعمل شيئا لك ، أو التلفظ بطلبك لفعل هذا الشيء بطريقة تجبره على القيام به ، لان ذلك يجعله يشعر بمزيد من الأهمية . فالناس تمشي لمسافات طويلة من أجل : * اكتساب بعض من تقدير الذات * قضاء حياتهم فى اكتساب سمعة طيبة * البرهنة على احتياج الآخرين إليهم * مواجهة التحديات * إثبات تفوقهم وفى كل مرة من هذه الحالات أو غيرها ، يمكنني القول بأن الشيء الذي يسعى إليه الشخص فى الواقع هو الشعور بالأهمية ، وعندما تستطيع إمداده بذلك ، فإنك تصبح سيدا له . وتحصل عندئذ على الكثير مما تريده عن طريق إعطائه قليل مما يريده . ويعتبر منح الشعور بالأهمية لشخص ما يمكن أن يصنع المعجزات فى أي موقف ، حتى فى أن تجعل أمين الشرطة يمزق بطاقة المرور الخاصة بالمخالفات . وقد أخبرني صديق أنه قاد سيارته فى طريقه لعمله بسرعة شديدة مما تسبب له فى حصوله على مخالفة للسرعة ، وقد أوقفه أمين الشرطة لقيادته السيارة بسرعة 45 ميلا فى الساعة فى منطقة لا تتجاوز فيها السرعة 30 ميلا فى الساعة . ولم تكن هذه أول مرة ، حيث حدث له أنه تجاوز السرعة المحددة ولكنه لم يستطيع أبدا التهرب من الحصول على بطاقة مخالفة .- عن طريق المحادثة المباشرة مع أمين الشرطة - ولكن هذه المرة قرر " فرانك " استخدام أسلوب إشعار الآخرين بأهميتهم . وبما أنه لم يتحدث أبدا من قبل مع امين الشرطة ، فكان فرانك لا يعرف ما الشيء الذي يشعر هذا الشرطي بأهميته . عندئذ فكر فرانك فى شيء ما .. وهو قدرة الشرطي الفائقة فى القيادة ، فقد رآه فرانك فى مرآة السيارة وهو يصارع طريقه خلال زحام المرور للحاق بسيارته . قال فرانك للشرطي " إنك كمحطة توليد كهربائية وراء هذه العجلات - فلابد أنك قادر على اللحاق بأكثر السيارات سرعة " . رد عليه الشرطي متفاخرا " إنني أقوم بعملي " وكان يمسك بدفتر المخالفات . فقال له فرانك " حسنا ، لابد أنك كنز ثمين فى قوات الشرطة بما أنك تتمتع بهذه القدرة العجيبة على القيادة على هذا النحو ، أراهن على أن أمناء الشرطة الصغار يمكنهم أن يتعلموا الكثير منك " . ورد عليه أمين الشرطة الذي بدأ مبتسما " نعم يمكنهم ذلك ، فبعض الصغار فى قوات الشرطة ليسوا أكثر من مجرد سيارات عتيقة ، فهم يعرفون القيادة بسرعة ولكنهم لا يملكون القوة على إصدار الأحكام والتوقيت المناسب الذي تعلمته أنا على مر السنين " . واستمرت المحادثة بهذه الطريقة لبضع دقائق وتظاهر فرانك بعدم رؤيته للشرطي وهو يعيد دفتر المخالفات ثانية إلى جيبه . وعندما نفذ فرانك أسلوب إشعار الآخرين بأهميتهم قولا وفعلا ، تلقى محاضرة لطيفة من الشرطي بدلا من بطاقة مخالفة السرعة . لقد كان مدح فرانك لهذا الشرطي صادقا ويجب أن يكون كذلك لان أسهل شيء فى العالم هو المديح غير الصادق لشخص ما . ومن ناحية آخرى فإن الإطراء الصادق يعتبر واحدا من أقوى الأساليب فى العالم .