خذلان العرب والمسلمين سبب مباشر لتقهقر الجيش الحر في القصير.. هذا هو ملخص النتيجة التي وصل إلها الوضع الميداني في ريف حمص، فتحت وطأة القصف والمجازر أعلن الثوار انسحابهم من المدينة الاستراتيجية؛ نظرا لقلة الإمداد والعتاد مقابل دعم منقطع النظير من حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني ومقاتلون آخرون من حزب الله العراقي. وفي وجه الترسانة المرعبة للعدو، والتدخل السافر للتحالف الإيراني العراقي اللبناني، ونقص الإمدادات، وأمام سمع العالم وبصره، لم يبقَ في المدينة مبنى قائما بذاته. حتى مجرد فتح ممرات إنسانية للمدنيين.. لم يحدث، حتى اختلطت دماء الثوار والمدنيين في طرقات القصير، ولكي تكتمل الملحمة أبى بعض الفدائيين إلا إن يحموا ظهر إخوانهم فبقي العشرات منهم في المدينة ليغطوا انسحاب إخوانهم مع المدنيين ويصدوا هجوم مغول العصر الذين شحذوا سكاكينهم لذبح الأطفال والنساء. وفي جو من الشماتة هنأ نائب وزير الخارجية الإيرانية حسين عبد اللهيان قوات الأسد بالانتصار على ما وصفهم بالارهابيين والتكفيريين في القصير. وبحسب المرصد السوري فإن طيران النظام لم يوقف غاراته على القصير، الأمر الذي دفع إلى إطلاق دعوات ومناشدات إلى المنظمات الإنسانية بالتدخل على وجه السرعة لتقديم الإغاثة والمساعدات لآلاف المحاصرين في المدينة بسبب نقص المواد الطبية بشكل شبه كامل من المستشفيات التي تغص بالجرحى، لكن أحدا لم يسمع صرخات النساء والأطفال الذين سقطت بيوتهم على رؤسهم. وذكر بيان لثوار القصير إنهم انسحبوا ليلا من البلدة بعد مذبحة ارتكبتها قوات الأسد وحزب الله أسفرت عن مقتل المئات، وذلك بعد أن استطاعو الحفاظ على المدينة للأسبوع الثالث. وتسابق الفدائيون على الموت على مذبح الحرية والكرامة وتعاهدوا على الموت في سبيل الله والمستضعفين من النساء والأطفال وأصروا على المضي قدمًا حتى الفوز بإحدى الحسنيين، النصر أو الشهادة، حتى نالو ما تمنوا، مدافعين عن ثورتهم ضد مرتزقة لبنان الذين كانوا قبل سنين ضيوفا لاجئين في بيوت أهالي القصير وقت العدوان الصهيوني على الضاحية الجنوبية عام 2006. ولئن خسر الثوار هذه الجولة، فإنما الحرب سجال يوم لك ويوم عليك.