واصل الدولار الأمريكي ارتفاعه على مدار الأسبوع الماضي مقترباً من كسر حاجز السبعة جنيهات كسعر رسمي ، في الوقت الذي وصلت فيه قيمة الدولار مقابل الجنيه في السوق السوداء إلى 7.5 جنيه للشراء , و7,75 جنيه للبيع. كان الإعلان عن وصول وديعتي قطر وليبيا خلال الفترة الماضية هدد السوق السوداء وضرب الدولار في مقتل حيث تراجع سعره وقتها من 8 جنيهات إلى 6.95 بل إن المتعاملين بالسوق السوداء وشركات الصرافة توقفوا عن التعامل مع الدولار تماماً بيعاً وشراءً. ورغم قيام البنك المركزي بطرح العديد من العطاءات الدولارية للبنوك لتوفير العملة الصعبة إلا أن المركزي في الوقت نفسه أصدر تعليمات للبنوك بقصر بيع الدولار على الاحتياجات الأساسية فقط كاستيراد السلع الأساسبة وقطع الغيار الضرورية ، وهو ما جعل المتوافر في السوق من الدولار يتراجع مجدداً لكن الطلب لازال قائماً. محاولات المركزي بدايةً، يقول محمود الشناوي ديلرز بالبنك الأهلي إن ترنح الدولار في الوقت الحالي أمر طبيعي رغم ارتفاع الاحتياطي النقدي نظراً لأن السياسة النقدية بالمركزي اختلفت مقارنة بالفترة السابقة خاصةً بعد انخفاض الاحتياطي ووصوله لمرحلة خطيرة ، حيث حاول المركزي ممثلاً في القائمين على إدارة السياسة النقدية بالحفاظ عليه وعدم ضخ سيولة دولارية في السوق . وأضاف الشناوي ل"التغيير" أن المركزي حاول الحفاظ على قيمة الجنيه أمام الدولار بكل الطرق من خلال طرح العطاءات الدولارية إلا أن السوق السوداء كانت أقوي في هذه المرة نظراً لاحتكار البعض للدولار في محاوله منه لتعطيش السوق. وأوضح أن وديعة قطر البالغة 3 مليارات دولار دخلت لخزينة المركزي بالفعل وهو ما سيؤدي إلى دعم الاحتياطي وارتفاعه إلى ما يقرب من 18 مليار دولار خلال الأيام القادمة ، مشيراً إلى أن ذلك سينعكس على قيمة الجنيه التي سترتفع أمام الدولار. خسائر في المقابل يري حسام محمد نائب مدير بشركة كوميت للصرافة أن هناك اتهامات لشركات الصرافة بأنها المتسببة في أزمة الدولار وهو امر مبالغ فيه تماماً لأن الصرافات من صالحها أن يكون الدولار منخفضاً حتي تستطيع توفير احتياجات عملائها من هذه العملة الصعبة. وأضاف محمد ل"التغيير" أن الشهر الماضي تكبدت شركات الصرافة العديد من الخسائر قبيل الإعلان عن وديعة قطر ، حيث قامت الشركات بشراء الولار بقيمة تصل إلى 7.95 جنيه وفور الإعلان عن الوديعة تراجعت قيمته إلى ما يقرب من 6.95 جنيه وهو ما ألحق بها العديد من الخسائر . توازن السوق وأشار إلى أن ارتفاع الدولار ينعكس بشكل سلبي على الجميع فالمستورد لا يستطيع تلبية احتياجاته كما أن الشركات تنخفض نسبة تداول الدولار بها ، لافتاً إلى أن التوترات السياسية الحالية هو المتهم في تعطيل مصالح الجميع وخلق أزمات متتالية لا تنقطع. وألمح إلى ان ارتفاع الدولار خلال الفترة الحالية ارتفاع وقتي لأن زيادة الاحتياطي سيبعث بالطمأنينة مجدداً ويوجه رسائل إلى الأسواق الخارجية والمنستثمرين بأن الاقتصاد المصري بدأ في التعافي مجدداً وبالتالي فسيكون هناك مزيد من السيولة الدولارية التي ستدخل مصر خلال الشهر الجاري والقادم ينتج عنها إعادة التوازن لسوق الصرف بشكل جزئي. متوسط أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه: