أدانت الخارجية الأمريكية تصريحات مسؤول ياباني بشأن استخدام النساء في استرقاق جنسي لإمتاع الجنود اليابانيين إبان الحرب العالمية الثانية، وقوله إنه "كان ضروريا" لجنود بلاده وقتها. ووصفت الوزارة هذه التصريحات بأنها "مخزية وعدائية". وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين بساكي إن تصريحات عمدة مدينة أوساكا اليابانية تورو هاشيموتو بشأن هذه القضية "مخزية وعدائية". وأضافت بساكي أن ما حدث في تلك الحقبة لهؤلاء النسوة اللائي تم "الاتجار بهن لأغراض جنسية يبعث على الأسى، ويعد انتهاكا واضحا لحقوق الإنسان ذا أبعاد هائلة" وأن واشنطن تأمل أن تعمل اليابان وجيرانها على "مناقشة أخطاء الماضي". وكان هاشيموتو -وهو وطني مفوه ورئيس حزب إحياء اليابان- قال الإثنين الماضي إن الاسترقاق الجنسي المعروف مجازا باسم نساء المتعة "كان ضروريا للحفاظ على الانضباط" بين الجنود اليابانيين خلال الحرب العالمية الثانية. لكن الحكومة اليابانية نأت بنفسها عن تصريحات هاشيموتو، وقال يوشيهيد سوغا سكرتير رئيس الوزراء إن موقف الحكومة هو أنها تشعر ب"حزن عظيم حين تفكر في المعاناة العصية على الوصف التي قاستها هؤلاء النسوة" دون أن يتطرق مباشرة إلى ما قاله العمدة. وأدانت الصين الثلاثاء الماضي تصريحات هاشيموتو، وقالت إنها "تمثل تحديا فاضحا للعدالة التاريخية والضمير الإنساني" كما أدانتها كوريا الجنوبية. وأثارت تصريحات العمدة غضب بكين في وقت توترت فيه العلاقات بينها وبين طوكيو بسبب تصاعد الخلاف بشأن جزر متنازع عليها بينهما في بحر الصين الشرقي. ومما زاد الغضب الصيني، زيارات الساسة اليابانيين الأخيرة لضريح ياسوكوني بطوكيو، الذي يكرم العديد من المدانين بارتكاب جرائم حرب من بين مليونيْ شخص بالبلاد لقوا حتفهم في الحرب. يُذكر أن المؤرخين يقولون إن ما يصل إلى مائتي ألف امرأة من شبه الجزيرة الكورية والصين أجبرن على العمل في البغاء لخدمة قوات الإمبراطورية اليابانية في تلك الحقبة. وكان رئيس وزراء اليابان شينزو آبي قدم عام 2007 اعتذارا رسميا بسبب قيام بلاده بإجبار نساء آسيويات خلال الحرب العالمية الثانية على الدعارة ترفيها عن الجنود. وقال خلال جلسة للبرلمان آنذاك "أعبر عن تعاطفي مع نساء المتعة، واعتذاري عن الوضع الذي وجدن أنفسهن فيه". وأوضح أنه يقدم هذا الاعتذار بوصفه رئيسا لوزراء اليابان.