اختتمت قبل قليل أعمال اليوم الأول من المؤتمر الخامس الذي تعقده رابطة الإعلام المرئي الهادف، بمدينة الإنتاج الإعلامي بمدينة السادس من أكتوبر، بتوصيات تؤكد على أن هناك ضرورة لتفعيل استرتيجيات التسويق الإلكتروني، واستخدام أحدث ما وصل إليه العلم في المجالين الفني والتقني، من أجل تحسين مستوى إقبال الجمهور على متابعة الإعلام المرئي. وشهد اليوم الأول من المؤتمر، عددًا من الفعاليات، ما بين ندوات وورش عمل وعروض تعريفية، بدأت بكلمة ترحيبية للمنسق العام للمؤتمر، عبد الرحمن الشايع، ولاتي أشار فيها إلى أهمية هذه الدورة، في ظل التطور الكبير الذي شهدته الرابطة في غضون العام المنصرم، منذ انعقاد مؤتمرها الأول في مدينة اسطنبول، مشيرًا إلى عدد من الفعاليات التدريبية والأنشطة الإعلامية التي قامت بها الندوة. وألقى الدكتور حمد بن محمد الغماس، رئيس مجلس إدارة الرابطة، كلمة عرف فيها الرابطة، وقال إنها رابطة عالمية غير ربحية، تسعى إلى تطوير الإعلام المرئي الهادف على المستوى العالمي، وقال إن الرابطة تسعى إلى تحسين مستوى التواصل ما بين الإعلاميين العاملين في مجال العمل الإعلامي المرئي، بالصورة التي تحقق المنظومة القيمية الإسلامية. وقال الغماس إن الرابطة شهدت منذ تأسيسها، زيادة كبيرة في عدد المؤسسات والإعلاميين الأعضاء، ليصلوا إلى 100 مؤسسة وهيئة، من 22 دولة، من أبرزها مصر والسعودية وتركيا، وعدد آخر من دول العالم العربي والإسلامي. كما ألقى وزير الإعلام المصري صلاح عبد المقصود، كلمة أكد فيها على أنه من الأهمية بمكان في هذه المرحلة، أن يتم العمل على تفعيل مواثيق الشرف الإعلامية، في مواجهة مجموعة من الظواهر المؤسفة التي تشهدها الساحة الإعلامية المصرية والعربية في هذه المرحلة. ودعا الوزير إلى وضع مجموعة من المعايير التي يتم على أساسها اختيار الإعلاميين العاملين في مجالات العمل الإعلامي المختلفة. وفي السياق ذاته أعلن عبد المقصود عن مبادرة لوزارة الإعلام المصرية على استعداد لتدريب الكوادر الإعلامية المختلفة من الدول العربية، ضمن المعاهد والمؤسسات التابعة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري، في مواجهة مشكلة دخول غير المتخصصين إلى حقل الإعلام الهادف. التسويق وجذب المعلنين تخللت المؤتمر عدد من الندوات، كانت الأولى بعنوان "التسويق: أهميته ومفاهيمه الأساسية ومجالاته وآلياته، وحاضر فيها، الدكتور عبد العزيز علي حسن، المستشار والخبير الدولي في مجال التسويق والتنمية البشرية، أكد فيها على ضرورة تفعيل مبادئ التسويق، بمختلف أشكاله في مجال العمل الإعلامي. وقال إنه في هذه المرحلة الراهنة الي يتم الاعتماد فيها على وسائط التكنولوجيا والمعلومات المختلفة؛ فإنه من الأهمية بمكان، دمج آليات التسويق، بوسائط التقنية المختلفة، مضيفًا أنه للتسويق أكثر من مفهوم ومدرسة على مستوى العالم، إلا أنها كلها تدور حول مفهوم أنها هي تلك العملية المسئولة عن إيجاد وتوزيع وإشباع متطلبات العميل بطريقة مربحة. بينما كانت الندوة الثانية، بعنوان "استراتيجيات تسويق الإعلام الهادف.. رؤية تحليلية"، وحاضر فيها الدكتور أشرف الصفتي، أستاذ التسويق والاستراتيجيات. وأكد الصفتي خلال المحاضرة، على أن الإعلام الهادف هو الذي يقدم قيمة مضافة من خلال بُعدين اثنين، أحدهما أكاديمي والآخر صناعي. وأشار الصفتي إلى وجود بعض الإشكاليات المتعلقة بالتسويق الإعلامي، منها تنوع مصادر المحتوى المتناهي الصغر، وازدياد نسبة المحتوى من الجمهور، فضلاً عن الاهتمام بالمحلية، وضرورة توظيف مهارات الإعلام لإتاحة محتوى الغير. وفي السياق، وفي محاولة لفهم حجم السوق الإعلاني في العالم العربي وآليات عمله، وسبل الارتقاء به، عقدت الرابطة ندوتها الثالثة ضمن فعاليات اليوم الأول لمؤتمرها، بعنوان "السوق الإعلاني في العالم العربي"، شارك فيها ناصر السلمان، المستشار الإعلامي لمجموعة قنوات المجد، والخبير الإعلاني أحمد سعادة، وأدار الندوة الإعلامي الصالح الأحمر. واستعرض أحمد سعادة، أهمية مراكز الدراسات والأبحاث وشركات الاستشارات الإعلانية في مجال السوق الإعلاني، معتبرًا أن العامل الأول والأكثر فاعلية في تحديد حجم السوق الإعلاني، يتمثل في مدى الاستعانة بالدراسات والأبحاث التي توضح بالأرقام والإحصائيات نسب المشاهدة، وكيفية الاعتماد عليها، مما يعطي صورة كاملة ودقيقة للمنتِج والمعلِن على حد سواء. وفيما يتعلق بحجم السوق الإعلاني في العالم العربي، أكد السلمان، أن حجم هذا السوق بلغ ما يقرب من 17 مليار دولار سنويًّا، تتصدره الإمارات، بحجم 5.8 مليار دولار، تليها المملكة العربية السعودية، بحجم 5.24 مليار دولار، ثم تأتي مصر والكويت في المركزَيْن الثالث والرابع على التوالي. ورش عمل تلى ذلك عدد من ورش العمل، توزع عليها الحضور، كانت الأولى عن وسائل الإعلام الجديد، وحاضر فيها الباحث السعودي عبد الله أبا الخيل، وأكد المشاركون فيها، أن وسائل الإعلام الجديد بما تتمتع به من تقنيات تفاعلية، وما صاحبها من جماهيرية كبيرة، قد تهدد مستقبل التليفزيون كوسيلة إعلام جماهيرية. وأشاروا إلى ضرورة إعادة النظر في المضمون المقدم عبر التليفزيون بما يتواكب مع مستجدات العصر. وخلال المناقشات، استعرض المشاركون في الورشة، المعضلات التي تواجه وسائل الإعلام الجماهيري القديمة، التليفزيون والإذاعة والصحافة، والتي تتركز في عدد من النقاط، أهمها غياب التفاعلية، وعدم ملائمة المحتوى المقدم لمستجدات العقلية الشبابية التي تمثل الركيزة الأولى في المشاهدة والمتابعة. أما الندوة الثانية، فكانت بعنوان "التسويق الإلكتروني"، حاضر فيها الباحث المصري في مجال التسويق، عبد الله البدوي. وأكد المشاركون في فعاليات الورشة، على أنه من الأهمية بمكان العمل على تطوير المزيج التقليدي لأساليب التسويق، التي تضم عناصر من بينها المنتَج وسعره والدعاية والبيئة التي يتم إنتاجه فيها، والأشخاص الذين يقومون بالعمل، وغير ذلك من العناصر. وأضافوا أن نجاح المؤسسة الإعلامية يتوقف على مدى قدرتها على خدمة الجمهور الذي تخاطبه، وإشباع رغباته، من خلال البيئة المحيطة بالمنتَج والمحتوى الذي تقدمه، مؤكدين أن التسويق الإلكتروني، يعمل على محورَيْن، فهو قد يكون وسيلة دعائية، لعودة الجمهور إلى التليفزيون، أو للإعلان عن منتج تليفزيوني، وقد يكون المنتَج بالأساس منتًجًا إلكترونيًّا "أون لاين". حول مشكلة غياب الجمهور العام عن متابعة التليفزيون والقنوات الفضائية العادية، دارت فعاليات ورشة العمل الثالثة التي عقدتها رابطة الإعلام المرئي الهادف، ضمن أعمال اليوم الأول للمؤتمر الخامس للرابطة، في العاصمة المصرية القاهرة. وقال الأكاديمي والباحث السعودي جاسم القصير، إلى أن برامج التليفزيون في الوقت الراهن، تعاني من عدم مراعاة بعض الاعتبارات التي تجب أن تتوافر في العمل الإعلامي المرئي السليم، مثل معرفة ميول الجمهور، وإنتاج المحتوى الذي يخاطب عقله وميوله. وأكد على أن معالجة هذه المشكلة، إنما تأتي من خلال تبني سلسلة من الآليات، من بينها تطوير الرسالة الإعلامية بالشكل الذي يراعي الجوانب الأخلاقية والقيمية للمجتمعات العربية والمسلمة، وتوظيف وسائل التقنية الحديثة في إنتاج المحتوى التليفزيوني. واختتمت أعمال اليوم الأول بعرض تجارب بعض وسائل الإعلام المرئي التي تنسجم في رسالتها مع فكرة الإعلام الهادف، وهي تجربة شركة زاد، وقناة الهدى الفضائية الإسلامية.