أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أن الأزهر لن يتراجع إن شاء الله ما دام في سويداء قلوب وعقول الجماهير، وأنه ظلَّ ومازال المدافع الحق عن كل قيم الخير والحب والسلام، فالأزهر يحب الخير لكل الناس. وقال الطيب لوفد المثقفين والمفكرين وطلاب الجامعات يوم الخميس، :"أشعر بأنني بين أهلي؛ لأن العلم رحمٌ بين أهله، وأنا رجل لا أغبط إلا العلماء، وأرحب بكم في قلب الأزهر ومشيخته لا يخفى عليكم المنهج التعددى الذي يلازم الطالب الأزهري منذ نعومة أظفاره في المرحلة الابتدائية؛ والذي يعتمد على الاختلاف بين الفقهاء، فكل يعبر عن رأيه واجتهاده، وفي المرحلة الثانوية يدرس الطالب في علم الكلام المذاهب الكلامية المختلفة؛ كالمذهب الأشعري والماتريدي والسلفي، في تناغم يعبّر بحقٍّ عن أهل السنة والجماعة، وهذا النمط التعليمي رسَّخ عندنا حرية الرأي والفكر". وأضاف :"تعجبون أنه حتى في النحو درسنا الاختلاف بين البصريين والكوفيين، وفي دراستنا لما يسميه البعض بالكتب الصفراء؛ فهذه الكتب هي التي علمتنا الرأي والرأي الآخر؛ لأن صاحب المتن يقول أمرًا ويأتي صاحب الحاشية فيخالف صاحب المتن، ثم يأتي المُحشِّي فيخالف صاحب المتن والحاشية، ويأتي المقرر الرابع فيخالف أو يوافق الجميع، وهكذا فإن العقلية الأزهرية عقلية جدلية حوارية تقبل بالرأي والرأي الآخر".