"لقد وقعنا في الفخ" ... كان هذا لسان حال بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الذي شنوا حملة ساخرة على "الزي الرسمي" الذي ارتداه الرئيس محمد مرسي أثناء تسلمه شهادة الدكتوراه الفخرية في الفلسفة أثناء زيارته لباكستان، وسخريتهم مما أسموها "السلطانية" التي ارتداها الرئيس أثناء هذه المراسم. فبمجرد عرض هذه الصور للسخرية منها، بث نشطاء على الإنترنت، صوراً أخرى مقابلة للرد على هذه الصور الساخرة، حيث تم نشر صوراً للرئيس الراحل جمال عبد الناصر وهو يرتدي زياً شعبياً هندياً، أثناء زيارته إليها عام 1955، كما تم نشر صوراً للدكتور محمد البرادعي وهو يتقلد بعض شهادات الدكتوراه الفخرية أيضاً، وقد ارتدى الزي الرسمي الخاص بمراسم تقلد هذه الشهادات وفقاً لكل جامعة. الفخ الذي وقع فيه معارضو مرسي، لم يكن فقط في أن النقطة التي سخروا منها كانت نقطة مشتركة بينه وبين "زعيم" الناصريين، و"ملهم" الليبراليين، ولكنها عكست أيضاً حالة من الجهل لدى تلك "النخبة" التي لم تفطن لكيفية إجراء مراسم تسليم هذه الشهادات، وكيف أن التزام هذا الزي هو احترام لتقاليد الجامعات، كما أن ارتداء الزي الشعبي - على غرار ما فعله عبد الناصر - هو نوع من التقارب والتآخي بين الشعوب. "سلطانية" مرسي، كما أطلق الساخرون، لم تكشف فقط تناقض أو جهل هؤلاء، بقدر ما عكست هذا الكم من التربص بالرئيس، فالتجاهل المتعمد من قبلهم للعديد من النتائج الهامة لهذه الزيارة أجهضته تلك المتابعة الإعلامية والرسمية والشعبية في كل من باكستان والهند، احتفاء من البلدين بزيارة مرسي، التي من المقرر أن تشهد توقيع العديد من الاتفاقيات الاقتصادية والعسكرية، وهي المرة الأولى التي تشهد زيارات الرئيس الخارجية اهتماماً بالجانب العسكري فيما يتعلق بالاتفاقيات التي يوقعها مع الدول التي يزورها.