دعا رئيس حكومة غزة المُقالة إسماعيل هنية، إلى إعلان انتفاضة ثالثة ضد الاحتلال الصهيوني، ومواصلتها حتى يتم تحرير جميع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال. وقال هنية، خلال افتتاحه معرضا تضامناً مع الأسرى المضربين عن الطعام يوم الأحد، :"يتوجب الاستمرار في الهبات الشعبية والجماهيرية الداعمة للأسرى"، مستنكراً :"أي كبت للمشاعر الوطنية المتأججة بفعل سياسات الاحتلال ضد الأسرى". وفيما اعتبر إشارة لقيام الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، بمنع تنظيم مظاهرات التعبير عن التضامن مع الأسرى، قال هنية :"لا نقبل إطلاقاً أن تنحاز الحركة الوطنية الفلسطينية لخدمة أجندة أخرى، دون الارتباط بأهدافها الوطنية"، مؤكداً على التزام حكومته بالوقوف إلى جانب الأسرى، والعمل لفك أسرهم من السجون الصهيونية، مشيراً إلى أنه أجرى سلسلة اتصالات مع الجانب المصري لإنهاء معاناة الأسرى المضربين عن الطعام، منوهاً بأن حكومته تتابع قضية الأسرى وما يتعرضون له داخل سجون الاحتلال مع الأطراف وفي مقدمتها مصر، التي رعت صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس والكيان المحتل. وطالب هنية مصر بتحمل المسؤولية في الدفع باتجاه إلزام الاحتلال بما جرى الاتفاق عليه، بعدم إعادة المحررين إلى السجون، والالتزام بالإفراج عن كل المعتقلين باتفاقية فك الإضراب. واستنكر هنية محاولات استئناف المفاوضات التي وصفها ب "العبثية"، في الوقت الذي تتواصل فيه معاناة الأسرى، مؤكدا أنها تسهم في عرقلة عجلة المصالحة الفلسطينية. واعتبر هنية أن الأسرى الفلسطينيين شرعوا في إضرابهم عن الطعام داخل السجون لدفاعهم عن ميراث الأمة، وكرامة الشعب الفلسطيني، مطالباً بحضانة دولية لقضية الأسرى، مشدداً على أنهم أسرى للأمة جمعاء. وأردف هنية :"نحن بحاجة إلى استراتيجية وطنية فلسطينية، ترتكز على حماية الثوابت والمقاومة، وتلتزم بتحرير الأسرى من سجون الاحتلال". ووجه هنية تحية لمحمود المبحوح، الذي اغتالته إسرائيل في دبي في فبراير 2010، لأنه كان أول من نفذ عملية خطف لجنود الاحتلال خلال الانتفاضة الأولى، مشدداً على تحمل حكومته المسؤولية تجاه قضية الأسرى، حتى نيل حرياتهم، قائلاً :"لا يمكن أن نقف عند حدود الكلمة فيما يتصل بالأسرى"، مؤكداً على دفع حكومته الثمن من أجل حريتهم، مضيفاً :"نحن لا نقف عند حدود الكلمة بل نتحمل المسؤولية وندفع الثمن من أجل حرية أسرانا الأبطال". يُذكر أن الأسير الفلسطيني عرفات جرادات توفي قبل أسبوع، إثر التعذيب الشديد الذي تعرض له على أيدي محققي جهاز المخابرات الداخلية الصهيونية "الشاباك"، كما أظهر تقرير الطب الشرعي، في حين أن السلطات الصهيونية زعمت أنه توفي إثر سكتة قلبية.