وقفوا يبكون الأسد، الزعيم المزعوم، لم يروا الجثامين التي تتناثر في الشوارع والطرقات ، لم يلحظوا عويل الأرامل والثكلى ، لم يلفت انتباههم بكاء الأطفال الأيتام. بلون الدم الأحمر، تلطخت أطلال المدن والأحياء، وتآكل شعب من أعرق شعوب المنطقة ، لكن ذلك لم يشفع عند أبناء بشار الأسد خارج حدود سورية فهللوا وأشادوا وباركوا كل ما يفعله بشار الجزار بشعبه الحر. عباءة العروبة أهدى وفد أردني ، يتكون من ناشطين وسياسيين ومحامين، عباءة سوداء للرئيس السورى بشار الأسد، خلال استقباله الاثنين الماضي . وطلب سميح خريس، أمين سر نقابة المحامين الأردنيين، من الرئيس السوري ارتداء العباءة التي وصفها بأنها عباءة العروبة قائلاً : هذه العباءة يرتديها شيخ العشيرة.. زعيم الأمة.. يرتديها الرائد الذى يصدق قومه. وبشار الأسد هو رائد بلاد الشام، وهو رائد هذه الأمة.. ولذلك الأهل فى الأردن حملونى هذه العباءة لنقول للرئيس بشار إننا معك ونقف على يمينك وعلى يسارك. وفور عرض الفيديو، الذى يظهر الأسد مبتسماً، وهو يرتدى العباءة، انهالت آلاف التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعى تنتقد الزيارة، وتهاجم الوفد الأردنى، فيما استغرب الكثيرون سر ابتسامة الأسد الذى تعيش بلاده حرباً داخلية قاربت على العامين، وراح ضحيتها عشرات الآلاف ومئات الآلاف من المشردين والمهجرين. نقابيون ومحامون وحزبيون وشخصيات وطنية وممثلون عن فعاليات شعبية ونسوية بالأردن اعتصموا أمام مجمع النقابات المهنية للاحتجاج على الزيارة التي قام بها وفد اردني إلى سورية التقى خلالها الرئيس السوري. وطالب المعتصمون نقابة المحامين بأن يكون لها موقف حازم من أمين سر النقابة المحامي سميح خريس الذي ترأس الوفد. وتخلل الاعتصام شجار بين انصار النظام السوري وعدد من المعتصمين الذين قاموا بطردهم من الاعتصام بعد ان تبادلوا الشتائم. وهتف المعتصمون ضد الأسد والمتعاطفين معه، وأكدوا ضرورة اتخاذ موقف جاد من الحكومة تجاه ‹›النظام الإجرامي››. وحمل المشاركون في الاعتصام لافتات كتبوا عليها "العباءة الأردنية لا يلبسها المجرمون" ، "نحن مع الشعوب لا مع من يقتلها" ، "لا مكان للشبيحة في النقابات المهنية" ، "أنا محامي أردني.. المجرم بشار الأسد لا يمثلني". ناصريون مؤيدون بشار الأسد أثار حدة في خلافات القوى السياسية المصرية ، كأنها لم تكتف بما هو كائن داخل مصر من خلافات، بات من الصعب حصرها من كثرتها وتشعبها. زيارة وفد من التيار الناصري بزعامة أحمد حسن، أمين عام الحزب الناصري لدمشق ، لإظهار التأييد والدعم الكبيرين للرئيس السوري بشار الأسد، ضد معارضيه الذين يقاتلون من أجل إسقاط نظامه السياسي. قوى التيار الإسلامي -تحديداً السلفية- انتقدت بشدة، تلك الزيارة التي لا تخفي دعمها للثورة الثورية من منطلق عقائدي، إذ نددت بالزيارة جماعة أنصار السنّة وصفتها بالمشئومة وأكد بيان الجماعة اليوم أنها "تبرأ إلى الله من هؤلاء الذين ذهبوا إلى سوريا ليجالسوا ذلك الطاغية غير عابئين ببحور الدماء التي أجراها هناك من قتل وتشريد" بل واعتبرت الزيارة "خيانة عظمي لمصر". فيما ذهبت الجبهة السلفية أبعد من ذلك، حيث لم يتهم متحدثها الإعلامي هشام كمال، القوميين واليساريين بكونهم لا يأبهون بدماء السوريين، إلا لما يحقق مصالحهم الحزبية الضيقة بتلك الاتهامات فقط، أنما استدعي الموروث التاريخي مع التيار الناصري والقومي، بقوله: "فهؤلاء الذين ناصروا من قبل عبد الناصر وجريمته البشعة بحق التيارات الإسلامية من سجن وتعذيب وقتل بحجة استقرار الدولة، واليوم يرتكبون نفس الخطيئة من جديد مع أهل السنّة في سوريا، وتوصيفهم لتطلعات الشعب السوري وثورته بالإرهابية. واعتبر الزيارة بمثابة مزايدة رخيصة على دماء الشهداء من قبل أنصار هذا التيار". ورغم تبرؤ الحزب الناصري من زيارة الوفد، وتصريحات توحيد البنهاوي أمينه العام "بأن من ذهبوا لدمشق لا يمثلون إلا أنفسهم"، ومؤكدًا أن أحمد حسن نفسه تم إسقاط عضويته من الحزب خلال المؤتمر العام الأخير، في إشارة للصراع المرير على الزعامة مع نقيب المحامين سامح عاشور رئيس الحزب الحالي، إلا أن قياديين في اليسار المصري مثل أسعد هيكل، أن أكدوا رفضوهم للزيارة، إلا أنهم اعتبروها محاولة لوقف تمدد جماعة الإخوان المسلمين والتيار الإسلامي في البلاد العربية، وليس حباً في بشار الأسد. ومستعين بحجج ضاحي خلقان مدير أمن إمارة دبي ضد الجماعة وتهديداتها لاستقرار البلدان العربية. فيما اتهم محمد البلتاجي القيادي بحزب الحرية العادلة على حسابه بموقع الفيسبوك، وسائط الإعلام التي تخضع للتيار المدني بالانحياز والتربص ضد التيار الإسلامي والرئيس محمد مرسي، بتجاهل نبأ استشهاد محرز على يد ما وصفهم بقناصة الجيش السوري، كما أن برامج التوك شو لم تقف طويلاً أمام تلك الزيارة، رغم كونها لا تترك شاردة دون تسليط الضوء عليها، بل أنها تجاهلت تسليط الضوء على انتخابات المفتي الجديد. والنتيجة التي يمكن استخلاصها من البلتاجي وكلامه بين السطور، أننا أمام وسائط إعلام همّها الأول تشويه التيار الإسلامي ورموزه، ومحاولتها التركيز على الجوانب غير الإيجابية من ممارسات واتجاهات لرموزه وعناصرها كبر شأنهم أو قل، بهدف اتهام التيار الديني بالفشل والرغبة في إقصاء الآخر، وسرقة الثورة. كما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، تعليقات واسعة منددة بهذا السلوك من جانب عناصر التيار الناصري، تركزت حول المقارنة بين محرز الذي ترك وضعًا اجتماعياً مرموقًا من أجل مساندة الثورة السورية، ورموز التيار الناصري واليساري المعارض الذين يدّعون مناصرة مطالب الثوار في مصر ضد نظام الرئيس مرسي، في حين أنهم يساندون استبداد وبطش نظام الأسد، ضد ثوار يطالبون بالحريات العامة والديمقراطية. تناقض استهدف بداية حملة هجوم على المعارضة السياسية، التي لم تعلق على الزيارة، رفض أكثر من مسئول فيها الحديث في تلك المسألة.