قال الدكتور باسم خفاجي المرشح السابق لرئاسة الجمهورية ورئيس مجلس إدارة الأكاديمية السياسية الوطنية التي أعلن اليوم السبت عن تدشينها إن الفراغ السياسي في إعداد الكفاءات، وظهور كوادر جديدة تحتاج إلى اكتساب المزيد من المعرفة كانت عوامل أساسية في التفكير في إنشاء الأكاديمية. وأضاف خفاجي في حوار لصحيفة "التغيير" أن الهم الأساسي للمؤسسة هو صنع قادة لمصر في المستقبل مؤهلين لممارسة العمل السياسي والتنافس لصالح مصر، ليكونوا واجهة جيدة لمصر في العالم، بعيدا عن الهواية والفهلوة. وفيما يلي نص الحوار: التغيير: في البداية نحب أن نتعرف من أين أتت فكرة إطلاق الأكاديمية السياسية الوطنية؟ باسم خفاجي: قامت الفكرة على قراءة الواقع الذي نعيش فيه بعد عقود من التجريف السياسي في مصر وحرمان الشعب المصري من ممارسة أبسط الحقوق السياسية، بالإضافة إلى الفراغ الذي حدث بعد الثورة في إعداد الكفاءات، لا سيما بعد دخول كوادر جديدة، وظهور فجوة بين الفرص السياسية والكفاءات القادرة على استغلال هذه الفرص، الأكاديمية ستعمل بشكل أساسي على تطوير العاملين في العمل السياسي، ليس فقط في الجوانب السياسية، ولكن في الجوانب الأخرى التي تهم السياسي الذي يعمل في خدمة الوطن من إعلام ودبلوماسية وغيرها. التغيير: كيف نخرج من حالة الاستقطاب السياسي في مصر؟ خفاجي: جزء من حالة الاستقطاب السياسي مرجعه عدم وجود الحرفية لأن من يحترفون العمل السياسي يدركون تنوع الآراء، وأنه ليس هنالك رأي واحد في إدارة الوطن، والحاجة إلى تبادل السلطة، الأكاديمية ستعمل على زيادة الحرفية لتقليل حالة الاستقطاب الموجودة في الساحة، فلن تكون الأكاديمية طرفا في معارك الاستقطاب وإنما تريد أن تقدم مواد تطويرية للشخصيات المرتبطة بالمجال السياسي بغض النظر عن انتماءاتها. الهم الأساسي للمؤسسة هو صنع قادة لمصر في المستقبل مؤهلين لممارسة العمل السياسي والتنافس لصالح مصر، ليصبح واجهة جيدة لمصر في العالم، بعيدا عن الهواية والفهلوة. التغيير: ما هي أبرز الشخصيات في فريق العمل المكون للأكاديمية؟ خفاجي: فريق العمل يتكون من جهتين إحداهما إدارية ممثلة في مجلس الإدارة والأخرى استشارية، حيث يضم مجلس إدارة المؤسسة الدكتور باسم خفاجي رئيسا والدكتور علاء الروبي والدكتور محمد البلتاجي الشخصية الاقتصادية الإسلامية المعروفة والدكتورة هالة فخري في التنمية البشرية والمهندسة خلود الطنبولي، بينما يضم فريق الاستشاريين السفير هاني خلاف من وزارة الخارجية والمستشار زكريا عبد العزيز والمستشار إبراهيم خفاجي في الجانب القضائي، والصحفي أيمن الصياد ود مازن النجار، وعدد كبير من الشخصيات من مختلف التوجهات التي تمثل مختلف قطاعات الحياة المصرية وغير منفصلين عن الواقع الممارس. التغيير: ما أبرز شخصيات فريق عمل الأكاديمية ممن لديهم إسهامات على أرض الواقع؟ خفاجي: المستشار زكريا عبد العزيز مثلا من فريق العمل وهو اسم غني عن التعريف، والأكاديمية ليست عملا حزبيا، الذي اعتبره جزءا وليس كل مكونات العمل السياسي، التي تتكون أيضا من الأكاديميات البحثية والأكاديميات المدنية، والأكاديميات الضاغطة، فالقيمة الأساسية للأكاديمية هي أنها لا تضم إلى حزب وليست طرفا في التنافس الحزبي، بل تقدم خدماتها لكل من يهتم بتطوير نفسه في الأداء السياسي، مثل شريحة المستقلين، أو الأحزاب التي تريد تطوير كوادرها. التغيير:هل يتم تقسيم العمل داخل الأكاديمية بحيث يتم فصل السياسي عن الدبلوماسي أو غيرها من التقسيمات؟ خفاجي: التقسيم ليس بهذا الشكل، فالمخاطب في الأكاديمية هو الشخص المهتم بالعمل السياسي سواء في قطاع التنفيذي أو المجتمع المدني، و أولويات الأكاديمية عام 2013 (عام التأسيس)هي العمل على تطوير قدرات المهتمين بالعمل السياسي في في 5 جوانب أساسية ( السياسي والاقتصادي والإعلامي والقضائي والدبلوماسي)، فأي شخصية تريد العمل السياسي في مصر لابد أن يكون لديها الحد الأدنى من الممارسة والفهم لهذه الجوانب الخمسة. التغيير: ما هي معايير المناهج داخل الأكاديمية؟ خفاجي: أكثر من معيار أهمها الممارسة وليس التنظير، والمحلية في استنساخ التجارب الأخرى، فمصر قادرة على إنتاج تجارب خاصة بها من أبناء الشعب المصري، الذي طالما ضم العديد من الدرر التي ساهمت إيجابيا في المنطقة بأكملها، أما المعيار الثالث فهو المعاصرة البعيدة عن التقليدية واستخدام التقنيات الحديثة، بالإضافة إلى معيار رصانة المادة العملية، ويعضد ذلك ثقل الشخصيات الاستشارية التي تضمها الأكاديمية. التغيير: ما هي مصادر تمويل الأكاديمية( هل هو تمويل محلي أم أجنبي)؟ خفاجي: رأس المال ذاتي، ولا يهدف إلى الربح بشكل أساسي، لدرجة دفعت القائمين إلى الاتفاق على أن الربح الذي ستدره الأكاديمية سيذهب إلى تطويرها واستمرارها، مع الرفض التام لأي تمويلات أجنبية أو مشبوهة، لذا فالقائمون على الأكاديمية فضلوا أن يأتي التمويل من أصحاب الحاجة، مثل أي مكان يقدم خدمات متميزة إزاء مقابل مادي. التغيير: أين يقع مقر الأكاديمية؟ خفاجي: جاري حاليا إعداد مقر يليق بها في شارع الصحافة أمام أخبار اليوم، وتم اختيار المكان في وسط البلد ليكون قريبا من مناطق صنع القرار في مصر، ولسهولة الانتقال إليه، ولن تكون كافة دورات الأكاديمية مقتصرا على القاهرة. التغيير: هل هنالك شروط للالتحاق بالأكاديمية؟ خفاجي: الشرط الوحيد هو شرط أدبي وليس ملزما وهو الاهتمام بممارسة العمل السياسي، وسيتم الإعلان عن أي شروط أخرى إن وجدت في حينه التغيير: ما هو موعد بدء العمل في الأكاديمية؟ خفاجي: الإعلان عن تدشين الأكاديمية السبت 16 فبراير على أن يبدأ العمل في الدورة الأولى خلال شهر فبراير التغيير: ما هي أبرز ملامح الدورة الأولى للأكاديمية؟ خفاجي: بصفتها باكورة الدورات التي تقدمها الأكاديمية سيتم الحرص على أن تتسم بالتميز. التغيير: هل ستحتوي الدورات على جولات أو زيارات ميدانية؟ خفاجي: يعتمد ذلك على طول أول قصر الدورات، فالدورات الطويلة غالبا ما تصاحب بجولات مصاحبة، أو دورات ممارسة داخلية التغيير: ما هي شكل المناهج لدورات الأكاديمية، هل هي محلية بحتة أم تتناول تجارب سياسية من دول أخرى؟ خفاجي: هي مزيج بين الاثنين، كما أن البرامج لا تعتمد على الحفظ والتلقين بل هي برامج عملية من الطراز الأول، كما أن المادة التعليمية ستكون مأرشفة ليستفيد منها الجميع، ولتيسير الرجوع إليها. التغيير: ما هو القياس الأساسي للعائد من هذه الدورات؟ خفاجي: رد فعل المجتمع ومدى الإقبال على الالتحاق بدورات الأكاديمية، بالإضافة إلى طرق علمية لقياس مدى استفادة المتدربين. التغيير: هل للبرامج التدريبية التي تقدمها الأكاديمية ساعات محددة شهريا؟ خفاجي: البرامج لها أكثر من مستوى، بينها البرامج المكثفة لمدة يوم واحد، والدورات التدريبية التي تستمر من 3-5 أيام، والدبلومات التي تستمر من أسبوعين إلى شهر للحصول على دبلومة في مجال معين، والبرامج القيادية التي تهتم أكثر بتعليم القيادات وإعطائها جرعات مكثفة من المعرفة، والشكل الخامس هو المتعلق بالندوات وورش العمل والمؤتمرات.