"أَنَّى شِئْتُمْ" حِكَايِةُ آية : " نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ " [ البقرة : 223] اَلْفَهْمُ اَلْخَاطِيء : فهم البعض ومنهم ابن عمر – رضي الله عنه – جواز إتيان الرجل زوجته في دُبُرِها ، وفهم من الآية إباحَة كل صور الاستمتاع بها. اَلْفَهْمُ اِلصَّحِيحُ : وقد أجمَعَ الصحابة على نقض هذا الرأي ووقف ابن عباس – رضي الله عنه – يصحح هذا الفهم فقال : كان الأنصار في الجاهلية يقتدون بكثير من أفعال اليهود لأنهم أهل كتاب .. وكان اليهود لا يأتون النساء إلا على حرف – أي على جانب – وذلك أستر ما تكون المرأة .. أما أهل قريش فكانوا يشرحون النساء شرحاً منكراً ويتلذذون منهن مقبلات ومدبرات ومستلقيات .. فلما قدم المهاجرون المدينة تزوج رجل منهم امرأة من الأنصار فذهب يصنع بها ذلك فأنكرت عليه .. وبلغ ذلك النبي – صلى الله عليه وسلم – فأنزل الله – عز وجل – الآية .. وعلى هذا فالصحيح أن الرجل يجوز أن يستمتع بزوجته أنَّى شاء من الأمام أو الخلف .. شرط أن يكون الجماع في الفرج فقط لأنه موضع الحرث.