أكدت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن الصراعات الإسرائيلية - الفلسطينية أهانت لعقود القادة العرب، وأذلتهم أمام شعوبهم وكشفت عن ضعفهم على الساحة العالمية، إلا أن الرئيس محمد مرسي حقق فى أشهر منذ وصوله إلى السلطة ما استعصى على كثيرين، وبدا أنه قائد عالمي، يعتمد عليه وأنه فاعل فى صراع مسلح آخر بين الصهاينة والفلسطينيين، من خلال استغلال العلاقات بين الإخوان المسلمين، الجماعة التى ينحدر منها الرئيس، وحركة حماس، واستطاعت القيادة المصرية أن تعمل كوسيط ضامن لهدنة هشة منعت عملية عمود السحاب الصهيونية من التصعيد لشن هجمة برية على القطاع فى نوفمبر. وأضافت الصحيفة أنه فى الأشهر التى تلت صعود مرسي، اتسمت سياسات مصر تجاه جيرانها، سواء القوى الإقليمية أو العالمية، بأنها "براجماتية حذرة" لأمة ضعيفة اقتصاديًا لا تملك ترف تكوين أعداء جدد أو فقدان أصدقاء قدامى، خاصة بالنسبة للأمم الغنية بالنفط فى الخليج العربي، حيث يعمل ملايين المصريين ويرسلون تحويلاتهم لبلادهم. ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصطفى اللباد، مدير مركز الشرق للدراسات الاستراتيجية والدولية، قوله إن هناك «فارقًا بسيطًا في لهجة السياسة الخارجية، لكنك لن ترى تغييرًا راديكاليًا فى السياسة الخارجية المصرية». وأوضحت أنه رغم أن مصر لم تعد لدورها السابق باعتبارها عاملا دوليًا هامًا كما كان يأمل كثير من المصريين عقب رحيل الرئيس السابق حسني مبارك، فإن دور مصر الجديد فى الحرب على غزة كشف عن تغيير مهم هو أن مصر بعد مبارك سوف تحافظ على ملفها الدبلوماسي الموسع، لكنها ستكون أقل خضوعًا للمطالب الأمريكية والصهيونية وأكثر استعدادًا للتعامل مع الجماعات غير الحكومية فى المنطقة وأقل اعتمادًا على الكتلة العربية المدعومة غربيًا والتى تواجه طموحات إيران وشركائها. ورأت "فاينانشيال تايمز" أن مصر التى كان ينظر إليها باعتبارها تابعًا لواشنطن من قبل، وجدت قوى دولية جديدة تتودد إليها، خاصة تركيا، التى تحاول أن تحصل على دور قيادي بعد ثورات الربيع العرربي التى أطاحت بالديكتاتوريين الذين حكموا طويلا، فقد تودد رجب أردوغان، رئيس الوزراء التركي، بشكل نشط إلى مرسي الذى زار بدوره العاصمة التركية أنقرة ورحب بوفد دبلوماسي تركي ضخم فى القاهرة.