أفادت صحيفة هآرتس الصهيونية في عددها الصادر الأربعاء أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ستنقل إلى بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة رسائل شديدة اللهجة فيما يخص القرارات التي اتخذتها تل أبيب مؤخراً بشأن البناء في منطقة (E1)، ومناطق أخرى في الضفة الغربية. وأضافت الصحيفة أن ميركل ستطالب نتنياهو بأن يختار بين السلام، بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية، أو مواجهة عزلة دولية فضلاً عن التراجع عن هذه القرارات أو التعهد بتجميدها بعد الانتخابات للكنيست. ومن المقرر أن يصل نتنياهو إلى برلين بعد أقل من أسبوع واحد من اعتراف الجمعية العامة للأمم المتحدة بفلسطين كدولة مراقبة، وعلى النقيض من السنوات الأخيرة، فقد امتنعت ألمانيا عن التصويت إلى جانب (إسرائيل) وأخذت موقفاً محايداً. وكانت المستشار الألمانية غاضبة من سلوك نتنياهو وقررت في آخر لحظة، الامتناع عن التصويت بدلاً من التصويت ضد القرار، وذلك لسببين أولهما وعلى مدار أربع سنوات طلبت مراراً وتكراراً لفتات حسن النية من نتنياهو بشأن قضية المستوطنات ولكنه يرفض، والثاني على ما يبدو شعور ميركل بأنه يجري استغلالها كأداة للتلاعب بشأن القضية الفلسطينية. ومن المتوقع أن تطالب ميركل نتنياهو بالاختيار بين تعزيز عملية السلام وإقامة الدولة الفلسطينية، وهي الخطوة التي من شأنها أن تضمن وجود (إسرائيل) كدولة يهودية ديمقراطية، أو مواصلة توسيع المستوطنات، مما يؤدي إلى تحويل (إسرائيل) إلى دولة فصل عنصري معزولة دولياً. وتوقعت مصادر صهيونية أن يبلغ نتنياهو المستشارة الألمانية أن "جذور الصراع ليس المستوطنات، وليس الأراضي، بل هي مجرد وجود (إسرائيل) والرغبة في القضاء عليها من الخريطة وأن (اسرائيل) تحتفظ بحق الرد إذا واصل الفلسطينيون اتخاذ خطوات استفزازية، بما في ذلك عدم رضا (إسرائيل) عن بيع ألمانيا دبابات إلى المملكة العربية السعودية وغواصات لمصر. وسيرافق نتنياهو في رحلته التي ستستغرق يومين كلٌّ من وزير الحرب إيهود باراك ووزير الخارجية أفيجدور ليبرمان، وزير المالية يوفال شتاينتس، وزير العلوم والتكنولوجيا ويد، وزير الزراعة ونائب وزير الخارجية داني أيالون.