أحدث اعتراف الأممالمتحدةبفلسطين كدولة غير عضو في الأممالمتحدة صدى هائلاً وتبايناً في رد الفعل ما بين مؤيد ومعارض، وإن كانت الغلبة للمؤيدين الذين اعتبروا القرار فرصة هامة لإرساء السلام في الشرق الأوسط الملتهب، وبداية لوضع نهاية مستقرة للقضية الفلسطينية. وصوتت 163 دولة لصالح القرار من ضمنها دول الاتحاد الأوروبي، فيما صوتت 6 دول ضد القرار وهي: كندا والكيان الصهيوني و الولاياتالمتحدة وجزر المارشال وبالاو وميكرونيزيا. وامتنعت 5 دولة عن التصويت وهي الكاميرون وأستراليا وهندوراس وتونغا وبابوا غينيا الجديدة. واعتبر إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنه انعكاس لإصرار المقاومة بغزة على عدم التفريط في الحقوق الفلسطيني. وأضاف هنية في تصريحات أدلى بها أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة تضامنا مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في سجون الصهاينة :"حكومة حماس ترحب بما حدث في الأممالمتحدة، مع التزامنا بالاستراتيجية الثابتة نحو تحرير فلسطين من البحر إلى النهر". وكانت تصريحات خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس أكثر حفاوة، إذ قال إن إن اعتراف الأممالمتحدة بدولة فلسطينية، ذات سيادة يعد إنجازا لكافة الفصائل الفلسطينية، ويسهم إيجابا نحو مصالحة فلسطينية شاملة. وأضاف مشعل في مقابلة مع وكالة رويترز، أن التطورات الأخيرة بين حماس وتل أبيب، وإجبار الكيان الصهيوني على توقيع اتفاقية وقف إطلاق الناربشروط حماس خلق حالة فلسطينية جديدة، قد يفتح الباب أيضا نحو المصالحة الفلسطينية. واعتبر وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو منح فلسطين صفة دولة غير مراقي، بداية لمرحلة قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدسالشرقية، مشيرا إلى أن تركيا لن تتخل عن فلسطين في مواجهة التعنت الصهيوني. كما رحبت بلجيكا بالقرار على لسان وزير الخارجية ديديه ريندرز قائلا إن التصويت يمثل خطوة مهمة باتجاه إقامة الدولة الفلسطينية التي تدعو إليها بلجيكا والمجتمع الدولي. وأعرب وزير الخارجية البريطاني ، وليام هيج، عن احترام بلاده لقرار الاعتراف بفلسطين في الأممالمتحدة، لافتاً إلى أن لندن لم توافق على العضوية، لانها لم تحصل من الرئيس محمود عباس، على ضمانات بشأن مقترحاتهم بشان قيام دولتين، من خلال مفاوضات مع تل أبيب. وأشادت الصين، عبر الناطق باسم خارجيتها، "هونج لي"، بقرار الأممالمتحدة، لأنه يمنح الفلسطينيين دولة مستقلة، وفق الحقوق المشروعة لهم، لافتة إلى أن هذه الخطوة أولية، لتعيش كل من "إسرائيل" وفلسطين بسلام، جنبا إلى جنب. بينما اتسمت ردود الفعل المعارضة للقرار بالعنف الشديد من جانب الكيان الصهيوني، إذ أصدر رئيس الوزراء الصهيوني ، بنيامين نتنياهو، بيانا اعتبر فيه القرار، بأنه لا معنى له، ولن يغير شيئا على الأرض، مذكرا بأنه لن تكون هناك دولة فلسطينية، ما لم يضمن أمن مواطني تل أبيب بعد. وقال وزير الخارجية الصهيومي أفيجدور ليبرمان، إن لجوء الرئيس عباس إلى الأممالمتحدة، يوكد مجددا، أنه لا يعير اهتماما إلى عملية السلام مع الكيان الصهيوني، وذلك في معرض مداخلة له على إذاعة محلية. واستمرارا للجانب المعارض وصفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، موافقة الأممالمتحدة على القرار الذي عارضته واشنطن، بأنه يلحق ضررا بعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، الأمر الذي يزيد من المعوقات التي تواجهها هذه المفاوضات. وفيما يتعلق بالإعلام تباينت ردود الفعل أيضا حول الاعتراف بفلسطين حيث قال الكاتب باراك ديفيد: " التصويت في الأممالمتحدة الخميس كان ضوء تحذير من جانب المجتمع الدولي لإسرائيل ، بقدر ما كان لإظهار التأييد للفلسطينيين. وان دولاً يفترض انها صديقة قد سلمت بأصواتها رسائل إلى "اسرائيل" معناها ان صبرها ازاء الاحتلال قد نفد". فيما أشارت صحيفة 'التايمز' في افتتاحيتها على القرار الدولي إلى أنه عندما قدم عباس طلبه للأمم المتحدة العام الماضي لقي في عودته لرام الله استقبال الأبطال، وعندما سيعود هذه المرة بعد الانتصار الذي حققه فسيلقى استقبالا أكبر من السابق. وأضافت أن وضع فلسطين الجديد في الأممالمتحدة هو مشابه لوضع الفاتيكان، على الرغم أنها لم تصل لدرجة الدولة المعترف بها، وهذا يحتاج الى تصويت من مجلس الأمن ودوله الدائمة العضوية، ولن تحصل عليه فلسطين والحالة هذه بسبب الفيتو الامريكي. ولاحظت صحيفة 'نيويورك تايمز' أن التصويت تزامن جاء في اليوم الذي صدر فيه قرار تقسيم فلسطين عام 1947، وجاء في ظل تغيرات جذرية في المنطقة العربية، حيث تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية بسبب الثورات العربية، حيث تحولت الدول التي كانت من اكبر الداعمين للقضية لمواجهة مشاكلها الداخلية فيما بعد الثورة. وأضافت أن القرار الذي جاء بعد حرب غزة وضع فلسطين ولو بشكل قصير في مركز الاهتمام الدولي.