أطلق دعاة خليجيون ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر حملة لجمع تواقيع على بيان حمل عنوان "بيان من الشعب الخليجي" للتنديد ب "المجازر" التي ارتكبها الجيش المصري، أمس الأربعاء، ضد مؤيدي عودة الشرعية والمعارضين للانقلاب العسكري على الرئيس المعزول محمد مرسي. وجاء في البيان إن ما وقع في مصر من انقلابٍ عسكريّ على الرئيس المنتخب يمثلُ وأداً للمسيرة الديمقراطية الوليدةِ، وفتحاً لباب الفتنة، وهو السبب في كل ما تلاه من دماء، ولا يمكن تصحيح الوضع ولا استنقاذُ مصر إلا بطيِ صفحةِ هذا الانقلاب والرجوع مرةً أخرى إلى المسيرة الديمقراطية عبر آلياتها المعروفة. وأضاف: إنَّ قتل المسلمين بغير حق من أكبر الجرائم وأعظمها، وأشدِّها عند الله، قال تعالى، كما ثمّن الوقفة الشجاعة لأنصار الشرعية من مختلف طوائف الشعب المصريّ، الذين ثبتوا دون حقهم، ورفضوا مصادرة إرادتهم، بطرقٍ حضاريّةٍ سلميةٍ راقية، وهذا الموقف يوجبه عليه الشرع ولا ينقُص من أعمارهم، فالله أمر بالقيام بالقسطِ وبشهادةِ القسطِ. وهذه الاعتصامات والمسيراتُ إنما هي إعلانٌ للشهادةِ، ومطالبةٌ بالقسطِ، وتعاونٌ على حفظِ الحقوقِ وردّ الظلم. وأدان البيان المشاركات الإعلامية والصحفية والشبكيّة التي بررت القتل، أو سوغتْه، فضلاً عن التي حثّتْ عليه ورغّبتْ فيه، ونذكر أصحابها بأنهم شركاءُ في هذه الدماء. مشددًا في الوقت ذاته على أنه لامكان في مثل هذا الواقع الدمويّ للعباراتِ الفضفاضة، والألفاظِ العامة على شاكلة: ندينُ العنف من كل طرف! أو: نطالبُ بضبطِ النفس! أو: على الجميع المحافظة على مصر! فهذه العمومات التي تسوِّي بين القاتل والقتيل، بين المسالمِ والمهاجم هي فرارٌ من قول الحقِّ، والصدعِ به. وطالب بيان الشعب الخليجي الدول والمؤسسات والأفراد الذين دعموا الانقلاب العسكريّ مادياً أو معنوياً أن يراجعوا مواقفهم، ويرجعوا عن دعمهم؛ لأنّهم بهذا الدعم شركاءُ في كل قطرةِ دمٍ تُسفك، ومسؤولون عن كل روحٍ تُزهق، ولن ينسى لهم الشعب المصريّ ولا التاريخُ المعاصر هذا الموقف. وحث البيان المصريين المعارضين للرئيس مرسي على أنْ يتحلّوا بما يليقُ بهم من شهامةٍ وإنسانية، وألا يدعوا خلافاتهم تبلغُ بهم حدّ الرضا بقتلِ إخوانهم وإراقة دمائهم، وألا يكونوا أسرى للإعلام الانقلابيّ الفاشيّ الذي يزوّر الحقائق، وأن يتذكروا أن معظم أولئك المعتصمين كانوا معهم في ثورة 25 يناير يكافحون الظلمَ والاستبداد.