(هذه القصة القصيرة مستوحاة من حادثةتاريخية حقيقية حين أصدر والى مصر «محمد على» مرسوما بأسر زرافة لإهدائها إلى ملكفرنسا، وذلك لتحقيق طموح سياسى من وراء تلك الهدية(.. منذ صغرها كانتتخلب الألباب بقامتها الفارعة وعينيها الواسعتين. انتقلت من الجنوب لتعيش فى مدينة الخرطوم ما يزيد عن العام، ثم ركبت النيل إلى الإسكندرية لتكون بضيافة والى مصر «محمد على» شخصيا قبل سفرها لفرنسا. وبدأت الجميلة رحلتها البحرية كسفير فوق العادة؛ حيث ودعتهاالمراسم العسكرية، كما رفعت السفينة العلمين المصرى والفرنسى. وحين وصلت لميناء مارسيليا كان حاكمها - الذى لم يستطع إخفاءإعجابه بها- فى انتظارها لتحل كضيفة عنده. وأضاف لها ودهاسحرا على سحر فلم تحس بغربتها. وبرغم كرهها للضوضاء إلا أنها كانت تتوق للمرح والتجول فى المدينة بحريتها.وبمرور الوقت كانت تزداد رغبة ملك فرنسا فى رؤيتها فبدأالتفكير فى ذهابها لباريس. واتخذت التدابير اللازمة لحراسة الجميلة وموكبها عند مرورهمبكل منطقة. وكانت تختال فى معطف أنيق واق من المطر كان الملك قد أمر بتفصيله وإرساله لها. وواصلت الجميلة رحلتها بينما تدفق الكثير من الأشخاص على طول الطريق لرؤيتها. وكان الملك فى قصر يبعد عن باريس بعدة أميال فى ذلك الوقت، لكن زوجته القاسية أصرتأن يظل فى قصره. وصدر الأمر باصطحاب الجميلة لمقر الملكالمتلهف لرؤيتها فورا. وبعد هذه الزيارة عادت الجميلة بسلام لباريس. ومن شدة إعجاب الفرنسيين بها أطلق اسمها على الشوارع والميادين، وتحولت كمادة للأغانى والاستعراضات. واستشرى الولع بها فى كل شىء وأصبحت موضة العصر بالرغم منكونها.. (زرافة).