كتب: الشرقية حازم الطاروطى – مؤمنة نصر تعد مستشفى الحسينية المركزى نموذجا سيئا لمستشفيات القطاع العام بالشرقية؛ فقسم الاستقبال والطوارئ تحت الترميم الوهمى، بالإضافة إلى حالة الغرف السيئة والأثاث المتهالك.. المرضى يجلسون على الأرض منذ الصباح الباكر فى انتظار وصول الأطباء، فأصبح المثل ينطبق عليها «الخارج مولود والداخل مفقود». استطاعت كاميرا «الشعب» أن تتخطى الحواجز داخل المستشفى ليعلم الجميع كيف تدار الأمور داخل المستشفى وكيف أصبحت حياة وصحة المواطن المصرى ليس لها قيمة.. لا أطباء بالمستشفى والاقتصار على عدد محدود من الممرضات من صغار السن وطلاب مدرسة التمريض.. وتخدم المستشفى مركز الحسينية إضافة إلى 4 مراكز أخرى. تعانى جميع الأقسام بالمستشفى من إهمال جسيم، فقسم الاستقبال بأى مستشفى من أكثر الأقسام التى تحتاج إلى عناية فائقة، ولكن فى مستشفى الحسينية المركزى هو عنبر صغير مكتظ بالمرضى، ملحق به دورة مياه غير آدمية، تتجول فيه القطط ويعانى المرضى المحجوزين بهذا القسم أشد معاناة. والأمر لم يختلف كثيرا داخل قسم الكلى، بل يزداد سوءا؛ فهو للنساء والرجال معا، وكان للمرضى فيه العديد من الشكاوى؛ فتقول «سماح خميس» مرافقة لوالدتها التى تعانى من فشل كلوى وتتردد على المستشفى باستمرار للغسيل الكلوى؛ إن الأجهزة المتهالكة الموجودة بالقسم والتى انتهى عمر أغلبها افتراضيا كثيرة الأعطال، وكفاءتها فى الغسيل قلت عما سبق، كما أنه لا يوجد طبيب متخصص فى الكلى! فإذا حدث عطل داخلى بأى جهاز يتم استدعاء فنى متخصص فى ماكينات الغسيل من الخارج، وقد يستغرق الأمر أكثر من شهر حتى يأتى!. والتقت كاميرا «الشعب» بأحد المتضررين بالمستشفى ويدعى إسماعيل إبراهيم، وقال إننى توجهت إلى الاستقبال فى الساعة الثامنة مساء بشقيقى المصاب بالحمى، ولم أجد طبيبا بالمستشفى، والاستقبال خاو، وليس به سوى ممرضة، فوجئت أنها تتطالبنى بشراء أدوية من الصيدلية الخارجية، فسألت عن الطبيب، فقالت: (مفيش حد هنا واللى عجبه يدخل واللى مش عجبه المستشفيات الخاصة قدامه). وأضاف مريض آخر: الاطباء غير موجودين بالمستشفى، رغم أن أقرب مستشفى عام على بعد ساعة وربع (مستشفى فاقوس المركزى) أى أن هذا المستشفى هو الوحيد الذى يخدم أكثر من 200 ألف مواطن بالمركز، ونحن نشاهد فى المستشفى كافة أشكال الإهمال وسوء المعاملة. والتقينا «هدى محمد على» المرافقة لنجلها 3 سنوات، والذى يعانى حمى شديدة، وقالت لا توجد خدمة طبية متكاملة؛ فالأطباء هنا يعملون بمستشفياتهم الخاصة، ولا يأتون إلا فى وجود مسئول لزيارة المستشفى. وأضاف السيد آخر: أتينا إلى المستشفى بحالة خطيرة جدا، ولم يوجد طبيب الاستقبال، فأردنا التوجه إلى مستشفى جامعة الزقازيق، وطلبنا الإسعاف لتوصل المريض، فرفض رئيس وحدة الإسعاف، وقد هدده أهل المريض بأن يخرج الإسعاف وإلا قتل، وبالفعل تم خروج إسعاف معهم. والتقينا أحد الممرضات بالمستشفى (ل.م) وقالت إحدى الممرضات: إننا هنا لا نملك كل مستحقاتنا ومعظم أطباء المستشفى لا يأتون. وأضافت: نناشد وزير الصحة بأقصى سرعة أن يوفو لنا كل مسلتزمات المبنى الجديد، فيوجد لنا مبنى بالمستشفى على أكمل وجه لكن ينقصه الأجهزة الطبية. وقد زار محافظ الشرقية المستشفى الجديد ووعد بأنه خلال الأيام القادمة يكون هذا المستشفى متكاملا بالأجهزة الطبية ويستقبل المرضى 24ساعة، وتم البدء بالعمل اعتبارا من عام 2005 على مساحة 700م2 للدور مقسمة 15 عنبرا. والتقينا الدكتور إبراهيم هنداوى، وكيل وزارة الصحة بالشرقية؛ فأكد أنه تم الانتهاء من مشكلة تسليم موقع المركز الطبى بالحسينية بالتنسيق مع المهندس أحمد شعيل – عضو مجلس الشعب السابق- وتمت الموافقة عليه بالتنسيق مع الوزارة وزيادة دور آخر بتكلفة 3.5 ملايين جنيه للمبانى وتوفير 800 ألف جنيه تجهيزات طبية وسيفتتح خلال الشهور القادمة. وأكد الدكتور رشاد لاشين، مدير مستشفى الحسينية المركزى، أن هناك بعض المشكلات ولكن الحل يكمن فى السياسات الجديدة للمستشفيات التى سوف تقدمها الحكومة، كما أن الإمكانيات المادية لها دور كبير فى حل الكثير من المشكلات، وناشد وزارة الصحة سرعة الانتهاء من مبنى المستشفى الجديد حتى ينقذونا وينقذوا المرضى مما هم فيه. كوارث المستشفى لا تنتهى، فهناك التشخيص الخاطئ الذى يتسبب فى معاناة المرضى فى ظل غياب كلى من الإدارة عن الرقابة والمتابعة، بل وصل الأمر إلى حوادث لا يمكن تفسيرها إلا بالاستهانة بأرواح البسطاء. ونقص الدواء بالمستشفى مشكلة أخرى يواجهها المرضى الذين هم فى أمس الحاجة إليه، خاصة محدودى الدخل منهم، واللافت أيضا تحول مداخل ومخارج المستشفى إلى موقف عام للسيارات الأجرة والتوك توك، بالإضافة إلى انتشار الباعة المتجولين فى الداخل والخارج.