في أول رد فعل على نقض كوريا الجنوبية للاتفاق الذي جرى بينها وبين حركة طالبان، هددت الحركة بمهاجمة منشآت ومصالح كوريا الجنوبية في أفغانستان، معتبرة أن سيؤول نقضت اتفاقها مع الحركة، والذي توصل إليه الجانبان نهاية أغسطس الماضي، بشأن إطلاق سراح 19 رهينة كورية، احتجزهم مسلحو طالبان لأكثر من ستة أسابيع. وقد تزامنت تهديدات طالبان، التي كشفت عنها وكالات أنباء وتقارير إعلامية في سيؤول، مع وصول الرهائن الكوريين الجنوبيين إلى بلدهم، بعد تسوية الأزمة التي استمرت نحو 45 يوماً، مقابل تعهد الحكومة الكورية بسحب جنودها العاملين ضمن قوات التحالف، ووقف النشاطات المسيحية بأفغانستان. ونقلت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية للأنباء، عن الناطق باسم طالبان، قاري يوسف أحمدي، قوله: "إن الحركة حصلت على معلومات بأن بعض الكوريين الجنوبيين ما زالوا في أفغانستان."، مضيفاً القول: "إذا نقضت كوريا الجنوبية الوعد، فإننا سنقوم بمهاجمة سفارتها في كابول، والمنشآت التعليمية المدعومة بواسطة سيؤول" وكانت سيؤول قد تعهدت، كشرط لإطلاق سراح الرهائن، بسحب قواتها العسكرية ومجموعة ما يسمى بوحدة جهود إعادة البناء البالغ قوامها 200 فرد من أفغانستان بنهاية العام، كما وعدت بعدم إرسال بعثات تنصيرية إلى أفغانستان. وكانت سيؤول تخطط لسحب وحدتيها العسكريتين، "دان غي"، و"داسان"، المتمركزتين في أفغانستان بنهاية العام الجاري، إلا أن الاتفاق مع طالبان كان من شأنه أن يعجل من إتمام عملية الانسحاب، خلال سبتمبر/ أيلول الجاري. وقال مسؤول بقيادة أركان الجيش الكوري إن "خطة سحب القوات الموجودة في أفغانستان بنهاية هذا العام لم تتغير"، ولكنه استدرك قائلاً إن سيؤول سوف تبلغ حلفاءها رسمياً، بالانسحاب أوائل الشهر الجاري. من ناحية أخرى، نفى المكتب الرئاسي في كوريا الجنوبية أن تكون سيؤول قد دفعت فدية مالية إلى حركة طالبان مقابل إطلاق سراح الرهائن الكوريين، وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة إنه "لا توجد صفقة سرية بين الحكومة وحركة طالبان." وقلل المتحدث الكوري من أهمية الزيارة التي قام بها مدير وكالة الاستخبارات الوطنية، كيم مان بوك، مؤخراً إلى كابول، بقوله إن الرئيس روه مو هيون، لم يكلفه بالذهاب إلى أفغانستان، مشيراً إلى أن كيم تطوع كرئيس للاستخبارات، لتوجيه كل الوسائل المتاحة لإطلاق سراح الرهائن. وكان مجاهدو طالبان قد اختطفوا 23 كورياً جنوبياً، معظمهم من النساء، في 19 يوليو/ تموز الماضي، بإقليم غزني، قُتل اثنان منهم في 25 و30 من نفس الشهر، بهدف الضغط على الحكومتين الأفغانية والكورية للاستجابة لمطالب الحركة، المتمثلة بالإفراج عن عدد من سجنائها، وانسحاب القوات الكورية من أفغانستان. وفي 13 أغسطس الجاري، أطلقت طالبان سراح اثنتين من الرهائن ل"ظروف صحية"، وكمحاولة لإظهار "حسن النية"، في بداية المفاوضات المباشرة، التي جرت بين مسؤولين بالحكومة الكورية ووفد من مسلحي الحركة. وفيما رفضت حكومة كابول الاستجابة لشروط طالبان، بإطلاق سراح عدد من أعضائها مقابل الإفراج عن الرهائن الكوريين ال19، فقد حرصت سيؤول على مواصلة المفاوضات مع الحركة، حتى تم التوصل إلى تسوية للأزمة.