هزتنى هذه السيده بعنف أو قل إن شئت بعمق وجعلتنى أبكى بشده وتهتز أركانى أو قل إن شئت تهتز أعماقى .. أنها الحاجه فاتن أم الشهيد محمد الحسينى الذى قتل غدراً فى دفاعه عن الشريعه أو قل إن شئت عن المشروع الاسلامى .. أو قل إن شئت عن تحقيق مراد الله من عباده فى الارض حتى يستقيموا على الطريقه التى شرعها لهم من فوق سبع سموات بنيه مخلصه وإتباع أمين لمنهج سيد المرسلين .. كما قال ربنا تبارك وتعالى " وأن هذا صراطى مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله " الحاجه فاتن والتى أنجبت إبنها محمد فى المدينهالمنوره وبعد أن ترعرع وتجاوز الثلاثين من عمره لم تبخل به عن نصرة الحق وأهله فحسب.. بل إنها على استعداد أن تضحى بزوجها الفاضل المهندس ممدوح الحسينى وكلا ولديها لنفس الغرض ؛ والعجيب أنها تتكلم بعزم الرجال وفتوه المرابطين المجاهدين فى سبيل الله ، بلا تردد ودون إنهيار.. إنها لم تلطم الخدود ولم تشق الجيوب ولم تدعُ بدعوى الجاهليه .. إنها تربت فى مدرسة النبوه شعارها الله غايتنا والرسول قدوتنا والجهاد سبيلنا والموت فى سبيل الله أسمى أمانينا . إنها لم تلم الرئيس محمد مرسى .. ولكن المفاجأه أنها تعلن أنه استاذها بل تضحى بكل أهلها نصرة للراية التى يحملها أو قل إن شئت كى تسطع نور الشريعه بعد أجيال من المظالم والتيه والتخبط فى الظلمات . هزتنى الحاجه فاتن بحق وأنا أرى هامة شامخه دونها هامات كثير من الرجال . * ذكرتنى بزوجة الدكتور عبد العزيز الرنتيسى والتى أدلت بحديث راقٍ وعميق بعد إستشهاده وينم عن معدن ٍ أصيل وإيمان متجزر وخلق قويم .. إنها امرأه ضعيفه ولكنها كالنخله أصلها ثابت وفرعها فى السماء إنها تحمد الله على المصاب الجلل وتدرك أنها ضريبة الجهاد وتحتسبه عند ربه شهيداً وتعاهده على المضى قدماً بلا تردد على الطريق ولو تساقط الف الف شهيد فهى الحياه التى شاءها خالقها تبارك وتعالى لنا إبتلاءً وتمحيصاً ليرى أينا أحسن عملاً . * ذكرتنى بالدكتوره نجلاء القليوبى زوجة المحترم إبن المحترم الاستاذ مجدى أحمد حسين – هذه السيده الصامده كالوتد فهى صابره محتسبه على تغيب زوجها المجاهد الكبير وهو قابع بين جدران السجون مجاهداً بفكره وقلمه بعد أن جاهد بمواقفه الفذه على ارض الواقع ، كنت أراها تتحرك بهمه وببسمة رضا أثناء إحتفالات توقيع كتب زوجها المجاهد الكبير فى نقابة الصحفيين – وفى أثناء زيارتى ذات مره للأستاذ مجدى حسين وهو سجين يعالج بمستشفى القصر العينى كنت المح أنها دائمة التفقد والاتصال – إنً المعدن الاصيل يظهر وقت الشدائد ، والزوجه الصابره المحتسبه هى التى تقوى ظهر زوجها المجاهد وهى بذلك تمثل المعدن النفيس فى عالم قلت فيه النفائس . * ذكرتنى زوجة المهندس مصطفى الحديدى الدكتوره ناهد ، تلك الزوجه التى ضربت مثلاً رائعاً نادراً ، فزوجها المجاهد والذى يعمل فى حقل الدعوه دهراً وكان له مواقفه التى دفع ثمنها سجناً واعتقالاً لدى أمن الدوله – هذا المهندس المتميز سقط مغشياً عليه فى غيبوبه مرضيه مزمنه إستمرت حوالى ثمانى سنوات كانت نموذجاً فريداً ضرب فيه أصدقاؤه واخوانه بحى الاميريه بالقاهره مثلاً تكافلياً نادراً على مدى هذه المده الطويله وضربت زوجته الدكتوره ناهد مثلاً اكثر روعة وبهاءً ، إنها صبرت واحتسبت وحنت على زوجها الساكن فى سكون طويل أحاطتة بحبها واستئذنته عند خروجها رغم سكونه المرير ودموعه التى كانت تترقرق كثيراً فى صمت عجيب .. إنها الاصيله الكريمه التى ربت بناتها الاربعه حتى ترعرعنٌ ودخلن افضل الجامعات ، إنها الطبيبه التى عملت فى حقل الدعوه بكامل طاقتها رغم ظروفها المضنيه – إنها الزوجه التى لم تضعف ولم تخن ، إنها الزهره التى فاح عطرها عبقا إلى عنان السماء كى تضرب لنساء جيلها مثلاً روحياً كريماً طيباً فريداً حتى وبعد أن فارقها الزوج القعيد الغائب عن وعيه الى رحمة ربه عسى أن يتقبله الله فى عليين جزاء صبره وحلمه الذى صار مضرب الأمثال ودائماً أقول أن زوجة الحديدى أصلد من الحديد أنها مثل طيب فى زمن عزت فيه الطيبات
* واذكر الروايات المتعدده والتى سمعتها من الحاجه سناء البنا كريمة الامام المجدد حسن البنا رحمة الله عليه عن صبر أمها ومواقفها فى دروب المحن المختلفه سواء حين استشهاد الامام أو حين مواجهة البوليس السياسى أوالملاحقات الأمنيه لاحقاً وكيف أن هذه السيده الكريمه قد واجهت المواقف شديدة الصعوبه بالصبر والتصبر حيناً وبالحسم والقول الفصل أحياناً أخرى فى مواقف عديده – ولا يزال يلوح فى الأفق ذلك المشهد الجنائزى والذى تحمله النساء لإمام ربانى هو الذى جدد الله به هذا الدين لهذا القرن – مشهد يعرى النظم المستبده الفاشله التى عليها من الله ما تستحق من الموبيقات واللعنات وفى نفس الوقت يرفع هامات نساء طاهرات عفيفات الى عنان السماء كى تلتقى ارواحهن مع أرواح مسيره الصاحابيات فى عهد الرساله – بل مسيره الموحدات المجاهدات على مر التاريخ ... حقاً أنهن سيدات ولكنهن شامخات مجاهدات تسابقن مع الرجال فى هذا الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة