تواصلت الاضطرابات التي بدأت في إقليم بلوشستان في باكستان لليوم الثاني على التوالي؛ حيث امتدت إلى مدينة كراتشي بعدما شهدت مدينة كويتا عاصمة الإقليم أمس مواجهاتٍ بين القوات الحكومية وبين المواطنين الذين خرجوا؛ احتجاجًا على مقتل الزعيم البارز في الإقليم نواب أكبر خان بوجتي. وعززت السلطات الباكستانية من إجراءاتها الأمنية في الإقليم الواقع جنوب غرب البلاد؛ حيث فرضت حظر التجول في مدينة كويتا إثر خروج المئات من طلاب الجامعات للشوارع بعد انتشار نبأ مقتل بوجتي؛ حيث وقعت مواجهات بين قوات الأمن ما أدَّى لمقتل 3 أشخاصٍ على الأقل واعتقال أكثر من 200 من المتظاهرين الذين حطَّموا واجهاتِ المحلات وأشعلوا النيران في السيارات، كما تعرَّض المبنى الحكومي في بلدة قلعة الواقعة على بعد 250 كم من كويتا للهجوم بقنبلة، وأُضرمت النار في مركز الاتصالات الهاتفية هناك. وكانت السلطات الباكستانية قد أعلنت أنَّ الزعيمَ القبلي قد قُتل في معركةٍ بين مسلحين قبليين تابعين له والقوات الحكومية في إقليم بلوشستان قرب بلدة ديرا بوجتي، وقالت التقارير إنَّ المعركة التي دارت قرب مخبأه الجبلي أوقعت خسائر كبيرة على الجانبين، وأكد المسئولون الباكستانيون أن أكثر من 24 متمردًا وعددًا مماثلاً من الجنود قد قُتلوا خلال المعارك. وتحاول الحكومة في الفترة الحالية التأكيدَ أن مقتل بوجتي جاء بطريق الخطأ خلال عملية تعقبٍ لبعض المتمردين البلوشيين، وهي المحاولة التي تهدف إلى التقليلِ من حدة الاحتجاجات الشعبية في الإقليم. وقد أثارت عملية القوات الباكستانية ضد معقل بوجتي انتقادات حادة من جانب السياسيين في الإقليم وباقي أنحاء باكستان بالنظر إلى الشعبية الكبيرة للزعيم القتيل الذي تولَّى في السابق منصب رئيس وزراء سابق الإقليم، وأكد محللون أن مقتل بوجتي سيؤدي إلى زيادة مستوى معارضة الإقليم للحكومة المركزية. وكان الزعيم القبلي يقود حملة قبلية للحصول على استقلالٍ سياسيٍّ وقدْرٍ أكبر من العائدات من احتياطي بلوشستان من الغاز الذي يتوافر بكثرةٍ في الإقليم، ويتهم بعض البلوشيين الحكومة المركزية بحرمان الإقليم من حصته المستحقة لعدة عقود؛ حيث يؤكدون أن الحكومة تأخذ الدخل من موارد الغاز الطبيعي وغيرها من الموارد، بينما تنفق حصة ضئيلة على الإقليم، ويضم الإقليم أيضًا موارد طبيعية أخرى من بينها النحاس واليورانيوم ويقع على الحدود الباكستانية مع كلٍّ من إيران وأفغانستان.