أعلن الجيش الباكستاني دخول الهجوم على المتحصنين في المسجد الأحمر وسط إسلام آباد مرحلته الأخيرة فيما تواصلت فيه الانفجارات القوية والاشتباكات المتقطعة منذ الفجر في اليوم الثاني لعملية الاقتحام التي أسفرت عن مقتل نائب إمام المسجد وزعيم المتحصنين عبد الرشيد غازي و55 من أتباعه إضافة إلى مصرع ثمانية جنود وجرح نحو ثلاثين آخرين واستسلام العشرات من المتحصنين. واستمرت العمليات العسكرية – بحسب الجزيرة - على الرغم من مرور ثلاثين ساعة على بدئها نتيجة وجود جيوب للمقاومة داخل المجمع الذي يضم المسجد ومدرسة حفصة للبنات التابعة له يلعب من فيها دور القناصة. ووافقت السلطات على نقل جثمان غازي إلى مسقط رأسه في إحدى قرى إقليم بلوشستان جنوب غرب البلاد دون معرفة ما إن كان سيسمح لوسائل الإعلام بتغطية الجنازة. وطالب الجيش الباكستاني الصحفيين بالاستعداد لزيارة موقع المعركة للاطلاع على ما خلفته الاشتباكات داخل المسجد الأحمر بحلول الساعة الواحدة والنصف ظهر اليوم . وقالت منظمة إيدهي الإنسانية الباكستانية الخاصة إن الجيش طلب منها تحضير 800 كفن في إشارة إلى أن عملية الاقتحام لم تكن عملية جراحية وأنها ربما أدت إلى مقتل الكثيرين من المسلحين والطلبة الذين لم يعرف عددهم الحقيقي. وقال المتحدث باسم الجيش الجنرال وحيد أرشد إن المتحصنين الذين يشتبه في ولائهم لتنظيم لقاعدة ما زالوا يسيطرون على ربع المجمع، مشيرا إلى أن الوحدات الخاصة تقوم بعلميات "تطهير" خصوصا لمدرسة حفصة التي مازال فيها عدد من المتحصنين. واعتبرت السلطات مقاومة المسلحين –مستعملين الأسلحة الآلية والقذائف الصاروخية- دليلا على اختراق للمسجد بمن فيهم حركة الجهاد الإسلامي المتهمة بمحاولة اغتيال الرئيس برويز مشرف. ونفى الجيش استعمال غاز الأعصاب, في وقت مازال فيه مصير مئات النساء والأطفال -الذين قالت السلطات إن المتحصنين يستعملونهم دروعا بشرية- مجهولا. من جانبها أعلنت الولاياتالمتحدة تأييدها للطريقة التي تعامل بها الرئيس الباكستاني مع أزمة المسجد الأحمر، متراجعة عن موقف سابق اعتبرت فيه ما يجري شأنا داخليا باكستانيا. وهو نفس الموقف الذي اتخذته رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو حيث أيدت الطريقة التي تصرف بها مشرف . وانفجرت الأزمة في الثالث من يوليو الحالي حيث ضرب الجيش حصارا أمنيا على المنطقة واشتبك مع المسلحين في مواجهات أوقعت نحو 80 قتيلا. وقد بدأت تداعيات اقتحام المسجد الأحمر بمظاهرات في مناطق القبائل وملتان بإقليم البنجاب، فيما شهدت منطقة القبائل في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي (سرحد) هجمات انتقامية استهدفت الجيش والشرطة ومؤسسات حكومية، مما أسفر عن مقتل شرطي وجرح 17 آخرين حتى الآن.