قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن الفلسطينيين لديهم الحق فى الدفاع عن أنفسهم فى جميع أنحاء أراضيهم وتسليح أنفسهم، سواء اختاروا ممارسة ذلك الحق أم لا، مشيرة إلى أن الكيان الصهيوني أنهى احتلاله للقطاع فى عام 2005 وأهالى غزة هم فلسطينيون، كما أن أراضى غزة جزء من نسبة ال22 فى المائة من أراضى فلسطين التاريخية التى خصصت لإقامة دولة فلسطينية تعتمد على انسحاب إسرائيلى من الضفة الغربية والقدس الشرقية إضافة لقطاع غزة نفسه. واعتبرت الصحيفة - فى تعليق بثته اليوم على موقعها الإلكترونى- أن أى اتفاق للهدنة بين الكيان الصهيوني والفلسطينيين، لن ينهى احتلالها واستعمارها للأراضى الفلسطينية أو يوقف نزع الملكية الذى يمارس ضد الشعب الفلسطينى، مشددة على الحاجة لتغيير ميزان القوى على الأرض لكى يكون هناك ضغط على القوى الغربية، التى تساند الكيان الصهيوني، من أجل تغيير مسارها. وذكرت الصحيفة، أن الطريقة التى تحدث بها السياسيون والإعلام فى العالم الغربى بشأن اعتداء الكيان الصهيوني على غزة يمكن أن تدفع للظن بأن الكيان الصهيوني يواجه هجوما من قوة أجنبية مسلحة بشكل جيد وبدون قيام بأى شىء لاستفزازها. وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما أعلن أن الكيان الصهيوني لديه كل الحق فى الدفاع عن نفسها، وأنه لا توجد دولة على الأرض تتسامح مع الصواريخ التى تنهمر فوق مواطنيها من خارج حدودها. ولفتت الصحيفة إلى تصريح وزير الخارجية البريطانى وليام هيج الذى أعلن أن إسلاميى حركة حماس الفلسطينيين يتحملون "المسئولية الرئيسية" عن قصف الكيان الصهيوني لسجن مفتوح فى الهواء الطلق ألا وهو قطاع غزة. ونوهت الصحيفة إلى أنه فى هذه الأثناء ردد معظم الإعلام الغربى ادعاء إسرائيل بأن اعتداءها يأتى ردا على هجمات صواريخ حماس، حيث تحدثت هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" بشكل مطول وبصورة مملة عن الصراع الفلسطينى-الصهيوني الذى يحمل "الكراهيات القديمة". وقالت صحيفة الجارديان فى مقالها، إنه بالنظر فى تسلسل الأحداث فى حقيقة الأمر على مدار الشهر الماضى يظهر فى حقيقية الأمر أن الكيان الصهيوني هو الذي لعب دورا حاسما فى التصعيد العسكرى، بدءا من هجومها على مصنع الأسلحة فى الخرطوم الذى يمد حماس، بحسب زعم بعض التقارير، بالأسلحة، مرورا بقتل 15 مقاتلا فلسطينيا فى أواخر شهر أكتوبر الماضى وإطلاق النار على فلسطينى معاق ذهنيا فى مطلع شهر نوفمبر الجارى وقتل صبى يبلغ من العمر 13 عاما فى غارة صهيونية وحتى الحادثة الحاسمة، والخاصة باغتيال أحمد الجعبرى قائد الجناح العسكرى لحركة حماس يوم الأربعاء الماضى خلال مفاوضات حول هدنة مؤقتة. وأضافت الصحيفة، أن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو لديه الكثير من الدوافع والأسباب لإطلاق جولة جديدة من إراقة الدماء، حيث تقترب الانتخابات الصهيونية بالإضافة إلى الحاجة لاختبار النظام السياسى الجديد فى مصر والضغط على حماس لإخضاع غيرها من الجماعات الفدائية وفرصة تدمير مخازن صواريخ المقاومة فى غزة قبل أية مواجهة مع إيران واختبار نظام القبة الحديدية الدفاعى الجديد الإسرائيلى. وأوضحت الصحيفة أنه برغم انسحاب الكيان الصهيوني من المستوطنات والقواعد فى عام 2005، فإن القطاع لا يزال محتلا واقعيا وقانونيا، لذلك فإن سكان غزة هم شعب محتل ولديهم الحق فى المقاومة بما فى ذلك استخدام القوة المسلحة، ولكن بدون استهداف المدنيين، بينما الكيان الصهيوني يعد قوة احتلال لديه التزام بالانسحاب وليس الحق فى الدفاع عن أراضيه التى تسيطر عليها أو تستعمرها عن طريق القوة العسكرية. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة