كنا عبر التاريخ جبابرة وعمالقة ، أصبحنا أقزام متهاوية ، كنا نعيش القضيه ، نشتري ولا نبيع ، وأصبحنا نبيع ولا نشتري فنحن اليوم تجار القضية........... بعنا بثمن بخس .......... دراهم معدوده هو سعر القضيه. كانت تجمعنا القضية نبني ونزرع ونقاتل ونتغنى بالبندقية............كانت مفردات القضية ثوار فدائيه مجاهدون مناضلون أحرار شرفاء وطنية ،أصبحت اليوم كلها مفردات إرهابيه. كنا نتقاسم رغيف الخبز ونسعد به مغمساً بالزيت والزعتر....... اليوم لا يروق لنا رغيف الطابون والصاج ، يروق لنا الماكدونالدز والهامبورغر والصيني الاصفر. بكل الكلمات البسيطة والمعاني الجميلة كان يجمعنا الحب ، حب التاريخ والتراث ، كل يوم حب الاوطان فينا يكبر.
نفتقد اليوم لدفء الحب ، فقد أصبح اليوم في ذاكرة الأيام المنسية ، كانت لنا لقاءات وجلسات حوار ونقاش وعتاب تتعالى الاصوات بالحق........ فلا صوت يعلو على صوت القضية. أصبحنا نجلس اليوم كالطرشان صياحٌ وغوغاء ومزاودات ، نسمع كلمات لا نعرفها ولم نسمعها من قبل في تاريخ القضية ، فهي ليست من قاموسنا العربي انها مستورده من الدول الاجنبيه. فنحن اليوم لا نجيد إلا الإستيراد ، إستيرادا الكلمات والاغنيات والمأكولات والمشاريع والملبوسات حتى الشعارات. كانت جلساتنا يخيم عليها عبق الأصالة نرتشف فيها القهوه، طعماً خاصاً وكان بكل رشفة مذاقاً يحمل فلسفة نختزنها في فنجان القهوة ، هذه القهوة العربية ورثناها من الاباء والأجداد ، سمراء مره نقيه....
تغني بها الشعراء: انا المحبوبة السمراء وأجلى بالفناجين وعود الهند لي عطرٌ وذكري شاع في الصين
اليوم تنوعت المشروبات وتاهت المذاقات ، مشروبات يطلقون عليها فاخره كابتشينو ، نسكافيه لاتييه ................ حلوه الطعم مرة المذاق.
كان تاريخنا متوهجاً بالثورة والثوار والانتصار ، القرب من العدو خيانة وغدر وعار، أصبحنا اليوم متسولين ، فالموقف السياسي مرتبط بالمال ، أدمنا الذل والخضوع والركوع والتنازل والإستسلام والعار ، أصبحت العمالة ثقافة وسلوك وممارسة، وأصبحت الخيانه وجهة نظر أصبح وصار. معادلة غربية وعجيبة أصحاب الهامات العالية والضمائر الحيه أصحاب المبادئ والقيم من حملوا الأوطان على اكتافهم من قدموا زهرة شبابهم من ضحوا بلقمة أبناءهم من سهروا الايام والليالي للذود عن أوطانهم ........ مجرمين متطرفين!!!!
vip أصحاب الحقائب الدبلوماسية من يحملون تفتح لهم الابواب والجسور من أمتلأت جيوبهم ، من نصبوا انفسهم ممثلين ومندوبين ومتحدثين باسم الوطن والوطنية ، أصحاب المعادلات الغريبة والعجيبة هم الحريصون على القضية!!! يا ساده يا كرام هذا حالنا اليوم أصبحنا نستورد رغيفنا وقهوتنا وسلاحنا من عدونا.
عجيب امرنا مقلوب حالنا ، توهان ما بعده توهان ، وإذا عرف السبب بطل العجب. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة