حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن من شأن مشروع الدرع الأمريكي المضاد للصواريخ -الذي تنوي واشنطن نشره في كل من التشيك وبولندا- أن يعقد بصورة كبيرة الجهود الرامية إلى تسوية الملف النووي الإيراني. وطالب لافروف - بحسب وكالة إيتار تاس - الولاياتالمتحدة بتجميد مفاوضاتها مع الدولتين المذكورتين أثناء فترة دراسة المقترح الروسي البديل بإنشاء درع صاروخي مشترك بين واشنطنوموسكو في قاعدة غابالا بجمهورية أذربيجان. وكان بوش شكر أمس بولندا على قبولها أن تكون قاعدة لنظام الدرع الصاروخي موجها إشارة إلى عزمه المضي قدما في الخطة بغض النظر عن العروض التي تقترحها موسكو. ومن جهته قال رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما الروسي قسطنطين كوساتشوف إن نشر درع الدفاع الصاروخي الأمريكي في أوروبا الشرقية رغم اقتراح روسيا استخدام محطة الرادار في أذربيجان سيعني أن هذه المنظومة موجهة ضد روسيا. وقال كوساتشوف – بحسب وكالة أنباء نوفوستي- إن هذا سيكون دليلا على أن الأمريكيين غير قادرين على التفكير وفقا للمعايير الإستراتيجية للعالم المعاصر حيث روسيا وأمريكا لا تشكلان خطورة على بعضهما وحيث تكون الخطورة الحقيقية مشتركة. وكان كوساتشوف قد قال سابقا إن رد واشنطن على اقتراح موسكو سيكشف الدوافع الأمريكية الحقيقية لنشر درعها الصاروخي في كل من التشيك وبولندا. وأكد أن أي رفض أمريكي للاقتراح الروسي سيبين أن الهدف الحقيقي لواشنطن لا يتمثل في مواجهة التهديدين الإيراني والكوري الشمالي وإنما ردع القدرات النووية الروسية. وكان الرئيس بوتين اقترح بالإضافة إلى قاعدة غابالا إمكانية إقامة النظام الدفاعي المضاد للصورايخ في دول تابعة لحلف شمال الأطلسي مثل العراق أو تركيا أو إقامة منصات عائمة في البحر معدة لهذا الغرض. وتثير الخطط الأميركية بنشر درع صاروخي في بولندا والتشيك غضب روسيا التي ترى أنها مستهدفة بهذه الخطوة بينما تصر واشنطن على أن الدرع يهدف للحماية من أي هجوم صاروخي محتمل من إيران أو كوريا الشمالية. من جهتها جددت إيران عدم اكتراثها لإمكانية فرض عقوبات جديدة عليها تعليقا على بيان لقمة الثماني في ألمانيا . وقال الناطق باسم الخارجية محمد علي الحسيني إن استعمال أداة العقوبات وفرض العزلة من قوى تدعي الديمقراطية لن يفل عزم أمة وحكومة إيران للوصول إلى حقها الواضح. وأضاف الحسيني أن بيان مجموعة الثماني يناقض رغبة المجموعة الدولية في حل المسألة سلميا عبر المحادثات والمفاوضات معربا عن استعداد بلاده لإيجاد حل دبلوماسي خاصة عبر المفاوضات والمحادثات. كما قال رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني معلقا على بيان الثماني إن هذه ليست المرة الأولى التي تظهر فيها هذه الدول عداوة نحو إيران التي ستعرف بالحكمة واليقظة كيف تعبر هذه المرحلة. هذا وقد قال نائب رئيس الوزراء الصهيوني شاؤول موفاز إن الخيار العسكري قائم في التعامل مع إيران وإن كانت العقوبات هي الحل الأحسن في المرحلة الحالية. وأضاف موفاز أن الكيان الصهيوني والولاياتالمتحدة متفقتان على كيفية التعامل مع إيران وستقيمان نجاعة العقوبات نهاية العام الحالي. وتأتي التطورات في وقت تستعد فيه البحرية الأمريكية في مياه الخليج لإنهاء مناورات كبيرة اعتبرت رسالة لإيران التي ترى فيها واشنطن تهديدا لأمن المنطقة.