لليوم الرابع على التوالي استمرت أجهزة الأمن في الاعتداء على أهالي منطقة قلعة الكبش وميدان زينهم والتي تحوَّلت منذ الرابعة من فجر الأحد الماضي 27 مايو إلى ثكنة عسكرية، عقب قيام القوات الخاصة والأمن المركزي بمحاصرة المنطقة. وطلبت قوات الشرطة من سكانها مغادرتها فورًا قبل أن تقوم البلدوزرات بهدمها، تنفيذًا للخطة التي تنفذها الحكومة لتطوير القاهرة الفاطمية في إطار مشروع التطوير الذي تقوده سوزان مبارك قرينة رئيس الجمهورية. وكانت قيادات الأمن بمحافظة القاهرة قد تمكَّنت من إخلاء البيوت المقرر إزالتها بعد إخراج السكان من داخلها، وقامت البلدوزرات بعمليات الهدم التي استمرَّت من الرابعة فجرًا حتى الثانية ظهر الاثنين. وأكد المسئولون بمحافظة القاهرة أنه ستتم إزالة منطقتين عشوائيتين بالسيدة زينب ومنطقة زينهم، وبذلك تكون المحافظة قد أزالت 9 مناطق من بين 13 منطقةً عشوائيةً تقرر إزالتها بعد أن تبيَّن أنها غير قابلة للتطوير. وكانت المنطقة قد تعرَّضت لحريقٍ مروعٍ صباح يوم 19 من مارس الماضي، دمَّر منازل 250 أسرةً تُقيم بها، بعد أن عجزت سيارات الإطفاء التي كان عددها أكثر من 30 سيارةً من إخماد النيران لعدم وجود صنابير مياه لإطفاء الحرائق في المنطقة. واكتفى الدكتور عبد العظيم وزير- محافظ القاهرة- بالوقوف لمدة خمس دقائق فقط على مسافة بعيدة من المنطقة المنكوبة، وقال إنه لن يترك أي أسرة تبيت ليلةً واحدةً في العراء، وأنه سيتم تسليمهم شقة لكل أسرة فورًا في مساكن المحافظة بمدينة السلام. وقال المحافظ إن المنطقة التي احترقت كانت مدرجةً في المرحلة الثالثة في مشروع تطوير العشوائيات بمحافظة القاهرة الذي تُشرف عليه السيدة سوزان مبارك، والذي تمَّ الانتهاء من مرحلتين منه، وأشار إلى أنَّ الحريق سيُعجِّل من تنفيذ المرحلة الثالثة ضمن برنامج العشوائيات. وقام ضحايا الحريق بحمل ما استطاعوا إنقاذه من منقولات بسيطة وافترشوا الشوارع المحيطة وهددوا بأنهم سيحتلون الشقق المملوكة للدولة بالقطامية ويقيمون فيها إذا لم يوف المحافظ بوعده لهم بالشقق.