الموقف في سوريا شديد التعقيد ولابد أن نحاول فهم المصالح والمخاوف ونقاط الضعف والقوى لجميع الاطراف حتى يمكن في النهاية الوصول إلى هدفنا وهو حقن دماء اخواننا في سوريا ومساندة ثورتهم ضد الطاغية بشار الاسد. 1- إيران تنظر إلى سوريا وإلى حزب الله على إنها بعد استراتيجي لإيران قريب من إسرائيل في مواجهة التهديدات المستمرة من إسرائيل، وربما تفهم إيران أن الثورة الشعبية في سوريا على أن وراءها دول أخرى تسعى لتغيير الخريطة السياسية لمنطقة الشام لإخراج إيران منها وإضعاف إيران في مواجهة إسرائيل. 2- أن أي تدخل عسكري أجنبي في سوريا بحجة مساعدة الشعب السوري للإطاحة بالدكتاتور الدموي بشار الاسد سيؤدي إلى تدمير الجيش السوري ( ثاني جيش بعد مصر في البلاد العربية وأكثر تحديثا من مصر) بجانب تدمير البنية التحتية السوريا مما سيؤمن الجبهة الشمالية لإسرائيل لعشرات السنين القادمة ويشجع اسرائيل على تحقيق اطماعها في جنوب لبنان. 3- روسيا: فقدت اصدقائها وحلفائها وسوق السلاح في منطقة الشرق ولم يبقى سوى سوريا. تغيير النظام السوري لصالح الغرب سيؤدي إلى فقدان بعدا استراتيجيا هاما جدا لروسيا وخروجها الكامل من المنطقة. 4- ترتبط كل من روسيا و الصين بعلاقات ومصالح اقتصادية مع إيران وسوريا، وخاصة بعد الحظر المفروض على كل من إيران وسوريا من قبل أمريكا وأوروبا ولن يغير كل من روسيا والصين موقفهم من مساندة بشار الأسد إلا بموافقة إيران أو إيجاد بدائل للحليف الإيراني. فمن الواضح إذا أن اسلم الطرق هي كالأتي: 1- خروج آمن لبشار الأسد ورموز نظامه من سوريا، وإلا لن يستطيع أحد وقف تدفق السلاح و "المجاهدين" إلى سوريا وستكون نهاية بشعة لبشار وأعوانه. 2- يتولى الحكم مجلس وطني يقدم لإيران ضمانات بعدم المساس بوجودها الاستراتيجي في مواجهة إسرائيل، وعلينا أن ندرك أن إضعاف إيران في مواجهة إسرائيل سيشجع إسرائيل على ضرب إيران مما سيؤدي إلى كارثة في منطقة الخليج وكل الشرق الأوسط وسيؤدي إلى خسائر أضعاف ما فقدته منطقة الخليج في حرب الخليج الأولى و الثانية. 3- التفاوض مع روسيا لإمداد مصر بشبكة دفاع جوي متقدمة لحماية السد العالي والمناطق الحيوية في مصر ( لتعود مصر حليف متوازن بين الشرق و الغرب كما كانت سابقا تقود دول عدم الإنحياز)، كما يمكن لروسيا أن تساعد مصر في عمل قاعدة قوية للصناعات الثقيلة التي تخدم الصناعات الحربية والماكينات ومتطلبات الصناعة في مصر. 4- يقدم الرئيس قائمة بالإستثمارات والمشروعات المتوقعة لتقوية العلاقات الاقتصادية مع الصين ( بالتنسيق إيضا مع دول الخليج) كحليف اقتصادي جديد قوي كبديل للحليف الإيراني وعلينا أن ندرك أن أي حل غير سلمي بتدخل عسكري أجنبي لن يكون في صالح الشعوب العربية وسيكون المستفيد الأول منه هو إسرائيل.