اكدت وزارة البترول انها ستضاعف كميات المازوت التى يتم ضخها إلى محطات توليد الكهرباء، خلال الأسبوع الجارى، لحل أزمة انقطاع التيار الكهربائى فى عدد من المحافظات. من جانبه، قال المهندس عمرو مصطفى، نائب الرئيس التنفيذى للهيئة المصرية العامة للبترول، إن الوزارة وافقت أمس على ضخ 22 ألف طن مازوت يومياً إلى محطات توليد الكهرباء خلال رمضان، وإنه بعد انتهاء الشهر الكريم ستعود الوزارة لضخ الكميات الطبيعية مرة أخرى. وفى سياق أزمة الوقود، قال «مصطفى» إنه سيتم ضخ 30 ألف طن بنزين جديدة إلى المحافظات خلال الأيام الثلاثة المقبلة، بناء على توصيات غرفة العمليات، تخصّص 20% منها للقاهرة التى بدأت تعانى أزمة وقود مجدداً، فى حين سيتم ضخ 40% إلى جنوب الصعيد، وتوزيع الكمية المتبقية على باقى المحافظات. من جانبها، ضبطت وزارة التموين بالتعاون مع «الداخلية» سيارة نقل مقطورة بفنطاس محملة ب46,5 طن سولار مدعم أعلى كوبرى السلام بمدينة القنطرة، وأسفرت حملات الوزارة بمختلف المحافظات الجمهورية أمس الأول عن ضبط 214 ألف لتر سولار وبنزين قبل بيعها فى السوق السوداء، تحررت عنها 11 قضية اتجار فى مواد بترولية مدعمة، ليكون مجموع ما تم ضبطه 260 ألف لتر. من جهته، أرجع الدكتور رمضان أبوالعلا، الخبير البترولى وأستاذ هندسة البترول بجامعة الإسكندرية، استمرار الأزمة كل هذه المدة إلى أن المعروض من الوقود أقل من الطلب، نظراً لقلة الموارد من العملة الصعبة فى الخزانة العامة، لافتاً إلى أن المشكلة قائمة منذ عهد النظام السابق، بمعنى أنها مشكلة متراكمة، ولم يتم اتخاذ إجراءات لحلها بشكل جذرى، ومن ثم أدى الانفلات الأمنى الذى نشهده هذه الأيام إلى ظهورها بهذا الشكل اللافت. وأشار د. أبوالعلا إلى أن وزارة البترول استوردت مليون طن بنزين، وما لا يقل عن 5,5 مليون طن سولار، خلال العام الماضى وحده، كلفت ميزانية الدولة 5 مليارات دولار. ولكن المشكلة ليست بالبساطة التى يتصورها البعض، فمن يقول إن الحكومة أو «الفلول» سبب الأزمة فهو واهم، إذ إن توفير موارد مالية لاستيراد الوقود هو مجرد حل سريع بمثابة «مُسكن». ولكن على المدى البعيد، فإن الأمر يتطلب تطوير معامل تكرير البترول العاملة، وإضافة معامل تكرير جديدة، فضلاً عن زيادة الاكتشافات البترولية. وفى المحافظات، ضربت أزمة الوقود آلاف الأفدنة من أجود أنواع الأراضى الزراعية فى دشنا والمراشدة بمحافظة قنا، أصبحت مهددة بالبوار، بسبب عدم توفير الوقود لتشغيل ماكينات الرى. وقال محمد على حسين، مزارع بالسمطا قبلى: «نحن لا نجد وقوداً، ونقف بالساعات دون الحصول عليه، مما تسبب فى بوار كثير من الأراضى الزراعية، ولقد تقدمنا بالعديد من الشكاوى دون جدوى، مع أن محصول القصب هو العمود الفقرى للمزارعين ويحتاج للمياه باستمرار». ومن ناحية أخرى، تسبب إضراب العشرات من سائقى مستودع «الجمعية التعاونية للبترول» بالمنيا عن العمل لمدة 3 أيام، فى عودة أزمة الوقود من جديد، بعد أن أضربوا عن العمل احتجاجاً على استمرار السيارات القديمة فى الخدمة منذ عام 1982 حتى الآن. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة