كشف رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي عن حقيقة نوايا بلاده وأطماعها في الصومال حيث أعلن أمس الأربعاء أن قوات الاحتلال الإثيوبية لن تغادر الصومال قبل أن يصل بضعة آلاف آخرين من قوات حفظ السلام الإفريقية بزعم تجنُّب حدوث فراغ أمني. وقال زيناوي – بحسب وكالة (رويترز) – إن بقاء القوات الإثيوبية في الصومال عبء مالي وإلا فقد كنا نفضل العمل بدونه لكننا نعترف بأنَّنا إذا انسحبنا بطريقةٍ متعجلةٍ فسيؤثر ذلك سلبًا على أمن الصومال وأمن المنطقة وأضاف زيناوي أننا سننسحب بطريقة مسئولة بحيث نضمن عدم حدوث فراغ أمني مشيرا إلى أن ذلك يعني الانتظار إلى أن تصل بعثة الاتحاد الإفريقي إلى نحو نصف قوتها المزمعة وهي 8 آلاف جندي. وفي تكرار لكلام الاحتلال الأمريكي في العراق ومبررات وجوده الواهية في ظل التحالف الأسود القائم بين واشنطن وأديس أبابا قال زيناوي إن تحديد جدولٍ زمنيٍّ لوجود الجنود الإثيوبيين في الصومال لن يكون مفيدًا. وأشار إلى أنَّ عدد جنوده هناك أكثر أو أقل من أربعة آلاف مضيفا أن التكلفة المالية لعمليته في الصومال "تُقتَطع" من ميزانية الدفاع دون أن يأتي "ولو سنت واحد" من الخارج. وزعم أن خسائر إثيوبيا في الأرواح كانت قليلةً تمامًا وتقدَّر بالعشرات وهذا هو أول تقدير حكومي علني للخسائر البشرية الإثيوبية في الصومال هذا العام. وقال زيناوي إن ظروف قوات حفظ السلام أصبحت أفضل الآن بعد أن وضعت أسوأ عمليات القتال في مقديشو أوزارها وذلك في إشارة إلى جولتَيْن من المعارك العنيفة جرَتا هذا العام بين القوات الإثيوبية والصومالية المتحالفة معها من جهة والمتمردين من قبائل الهويا وباقي قوات المحاكم من جهةٍ أُخرى. وأوضح أنه أصبح ذلك جزءًا من الماضي الآن ربما كان هناك بعض الأنشطة هنا وهناك في مقديشو لكنني لا أعتقد أن تظهر أي معارضة مسلَّحة منظمة في مقديشو مجددًا تم كسر تلك المعارضة. ونفى زيناوي تقارير الأممالمتحدة ووكالات الإغاثة التي قالت إنَّ أعداد القتلى من المدنيين تتراوح ما بين ألف وألفين في مقديشو هذا العام، وأعداد النازحين تصل إلى نحو 400 ألف نازح. وقال إنني أشعر بإحباطٍ بالغٍ من جراء حقيقة مفادها أنَّ وسائل الإعلام ووكالات الأممالمتحدة تتداول الأكاذيب دون أي محاولة للوقوف على الحقائق زاعما أنَّ المُبالغة في أرقام الخسائر في صفوف المدنيين إنَّما تأتي من جانب جماعاتٍ حقوقيةٍ وصفها بأنَّها "موالية للإسلاميين". وأضاف أن غالبية أرقام القتلى ليست في صفوف المدنيين، بل في صفوف جماعات المقاومة الإسلامية المسلحة، ويتناقض هذا تمامًا مع روايات شهود العيان، بينما قال إنَّ ما يصل إلى نحو ثمانين ألف مدني فرُّوا من اثنين أو ثلاثة من أحياء مقديشو ال16؛ حيث دارت أعنف أعمال القتال، ويبلغ هذا الرقم الذي حدده زيناوي نحو خُمس تقديرات الأممالمتحدة فقط. وأشار زيناوي إلى أن من بين 41 أجنبيًّا مشتبهًا بهم محتجزين في إثيوبيا في أعقاب انسحاب المحاكم من مقديشو في أواخر العام الماضي وأوائل العام الجاري هناك 29 أُطلق سراحهم أو في سبيلهم لذلك بينما ستُبقي إثيوبيا على 12 شخصًا في السجن لمحاكمتهم على الأرجح. ورفض زيناوي الإفصاح عن جنسياتهم، وقال إن أمريكيًّا مشتبهًا به- يُدعى عامر محمد مشعل- هو على الأرجح ضمن المعتقلين الذين سيتم الإفراج عنهم. على صعيدٍ آخر قالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية إنَّ مسلحين يُعتقد أنَّهم صوماليون استولوا على سفينتَيْن كوريَّتَيْن جنوبيَّتَيْن قبالة السواحل الصومالية، وأوضحت الوزارة أنَّ السفينتَيْن كانتا في طريقهما إلى اليمن عندما تعرضتا للهجوم بعدما أبحرتا من مرفأ مومباسا الكيني. وذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية (يونهاب) أنَّ 4 كوريين وأفراد الطاقم ال30 الذين لم تُحدَّد جنسياتهم بعد كانوا على متن السفينتَيْن. وبحسب مسئولٍ في وزارة الخارجية فإنَّ السفينتَيْن تعرَّضتا للاختطاف على بُعد نحو 80 ميلاً بحريًّا قبالة السواحل الصومالية.