لقد زرت أبنائي وأخواني المعتصمين بميدان التحرير يوم الجمعة الماضية ورأيت الحشود الهائلة التى كانت معتصمة بالميدان ومن أعلى المنصة الرئيسية بدأت كلمتي وأنا أناشد الله تبارك وتعالى أن ينجي مصرنا العزيزة من المؤامرات فى الداخل والخارج ولقد زادني حباً أنني قمت أستغيث بالله تبارك وتعالى ويردد معي هذه الاستغاثات الآلاف المحتشدة بالميدان وكأن السماء كانت مفتحة لنا جميعاً وأننا ولازلنا نستغيث بالله أن يحفظ مصر من المؤامرات فى الداخل والخارج لقد كنت منزعجاً غاية الانزعاج وأنا أستمع إلى بيانات رئيس اللجنة العليا للانتخابات من محافظة إلى أخرى ومن مدينة إلى قرية وهو يدلى بما انتهت إليه اللجان الانتخابية لكرسي الرئاسة فى الإعادة بين الدكتور/ محمد مرسى والفريق/ أحمد شفيق وأنا أتطلع إلى النتائج بكل حذر والتى انتهت فى النهاية بأن مجموع من له حق الانتخاب حوالي 51 مليون مواطن ومواطنة اشترك منهم فى هذه الانتخابات حوالي 26 مليون أى حوالي 51% بينما امتنع عن التصويت 49% رغم أنهم صوتوا فى انتخابات مجلس الشعب وأذهلوا العالم بنسبة الحضور التى وصلت إلى حوالي79% ولكنها بكل أمانة كانت غير مطمئنة لا لمرشحي الرئاسة ولا ثقة عندهم بنتائجها كما أنني لم ولن ترتاح نفسي بما انتهت إليه نتيجة هذه الانتخابات بفوز الدكتور/ محمد مرسى على الفريق/ أحمد شفيق لأن نسبة النجاح كانت متقاربة جداً رغم أن أحمد شفيق كان وراءه جميع فلول النظام البائد ومعهم كثير من اللبراليين والعلمانيين وغير المسلمين أى أن حوالي نصف من قاموا بالإدلاء بأصواتهم صوتوا للفلول فى شخص أحمد شفيق كما أن الرئيس المخلوع الذى سار على قدميه بعد صدور الأحكام التى صدرت من المحكمة الدستورية العليا بحل مجلس الشعب ورفض قانون العزل السياسي سار على قدميه فى حديقة سجن مزرعة طره وأصابه الهلع وانتهى بجلطة كما قال الأطباء فى المخ بعد ما رأى نزول الشعب بجموعه الهائلة فى ميدان التحرير وفى جميع المحافظات ليقول لا رجعة للنظام البائد بأسره بعد اليوم إن الذى يزعجني الآن أن هذه النتيجة إن دلت إنما تدل على أن 49% ممن أدلوا بأصواتهم و49% من مجموع من له حق التصويت امتنعوا عن التصويت فهذا يعطينا مؤشر خطير لا يطمئني إنما يدعونا أن نقول مصر أُمنا جميعاً نفتديها بأرواحنا ونقول لمن لم يدلي بصوته للدكتور محمد مرسى أن محمد مرسى يجب عليه أن يخلع جميع الأردية التى كان يرتديها قبل يوم الأحد 24 يونيه لأن من قال نعم لمحمد مرسى ليسوا جميعاً من الأخوان إنما اجتمع جميع ثوار 25 يناير ليقولوا لشفيق ومن وراءه عسكريون أو مدنيون لا رجعه للنظام البائد بأسره وكأن مصر ولدت اليوم بعد أكثر من (60) عاماً من حكم العسكر وكما قلت ولازلت أقول لا يستطيع محمد مرسى أن يتحمل هذا العبء الثقيل الذى تراكم منذ أكثر من ( 60 ) عاماً ويجب أن يستعين بالله تبارك وتعالى أولاً ويكون له مجلس رئاسي يختار من المخلصين والأكفاء من شعب مصر الوفي دون التقيد بأشخاص معينين وأرى أن يختاروا من لجنة وضع الدستور ويستفتى على (10) منهم شعبياً وبالتالي عندما يتشكل مجلس وزراء لا ننظر فيه إلى العصبية بل يختار من أكفأ أبناء مصر كل فى تخصصه لنبني مصر من جديد . وأطال الدكتور محمد مرسى وهو يعد هذا الاختيار ملكاً للمصرين جميعاً لمن قال له نعم ولمن قال له لا وإني أرى أن يكون هناك مؤتمراً شعبياً يُدعى إليه من قال نعم ومن قال لا لتجتمع كلمتنا جميعاً على أننا أبناء مصر وأننا يجب أن نضع أيدينا فى أيدى بعض لنبني مصر وهى أعز علينا من جميع العصبيات لأن العصبيات لن تزيد النار إلا اشتعالاً ونحن أبناء مصر نقولها لله وللتاريخ أننا ولدنا من جديد ويجب أن يكون بناؤنا على أسس سلمية متجردين من كل الانتماءات ويكون انتماؤنا لله ويقول الله عز وجل: " أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أمّن أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به فى نار جهنم والله لا يهدى القوم الظالمين " . ثم لمصرنا العزيزة والله تبارك وتعالى فى عون العبد مادام العبد فى عون أخيه ولتحيا مصر عزيزة كريمة بأبنائها والله أكبر والعزة لله قائد المقاومة الشعبية حافظ سلامة الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة