أشار موقع "صوت أمريكا" إلى أن ما يحدث في مصر من مواجهات بين الجيش والإسلاميين يحظى بمراقبة من دول الجوار في تل ابيب وفلسطين، وتحمل الأطراف المراقبة وجهات نظر متباينة حيال الأحداث في مصر. وأضاف الموقع أنه على الرغم من اتفاق الصهاينة والفصائل الفلسطينية على أهمية استمرار العلاقات مع مصر إلا أن الآراء منقسمة حول مستقبل تلك العلاقات. وفيما يتعلق بمعاهدة السلام، ذكر الموقع الإخباري الأمريكي أن تل ابيب تراقب بقلق الأحداث في مصر، ويعلق قادتها أهمية كبيرة على الإبقاء على معاهدة السلام الموقعة بين البلدين منذ 33 عاما، مضيفا أنه على الرغم من العلاقات الباردة بين البلدين إلا أن هذه المعاهدة هي أساس التعاون بينهما حول الأمن والتجارة والنقل والطاقة والدبلوماسية. وشدد بنيامين نتنياهو رئيس وزراء تل ابيب على وجهة النظر هذه في الآونة الأخيرة، حيث يقول أنه يأمل في أي حكومة مصرية، وأي رئيس منتخب أن يحترم كل المعاهدات السابقة، وأن معاهدة السلام ساعدت مصر بقدر ما ساعدت تل ابيب مضيفا أنه يأمل في الحكومة القادمة أن تدرك أن ذلك في مصلحة مصر قبل تل ابيب. وفي عرض موقع "صوت أمريكا" لموقف جماعة الإخوان من المعاهدة، ذكرت أن الإخوان قالوا أنهم سوف يحترمون كل المعاهدات السابقة، ولكن بعض أعضاءها اقترح تقديم المعاهدة للاستفتاء الشعبي حيث تتعرض مستقبلها للخطر. وقلق تل ابيب الآخر حيال الانفلات الأمني على طول الحدود في شبه جزيرة سيناء، وأدت الاضطرابات في مصر إلى ارتفاع عمليات التهريب والهجمات الإرهابية على الحدود. ونقلت "صوت أمريكا" على موقعها الإلكتروني عن مهدي عبد الهادي محلل فلسطيني في القدسالشرقية قوله أن تل ابيب تتابع عن كثب الأحداث في مصر، وأضاف "الحكومة الصهيونية تجلس في غرفتها، وتشاهد بعيون لا تنام، في محاولة للتسلل هنا وهناك للحصول على مزيد من المعلومات، ووضع سيناريوهات مختلفة، ليس لليوم ولكن لخمس سنوات من الآن". وتنتقل الصحيفة إلى حماس، حيث احتفل الكثيرون في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس بعد تأكيد الإخوان المسلمين فوزهم بالانتخابات. وقال إسماعيل رضوان للموقع أن العلاقات مع مصر تحسنت منذ الثورة الشعبية في العام الماضي التي جلبت الإخوان المسلمين إلى هيكل السلطة، وأضاف أنه يأمل في "الشقيقة الكبرى" – يقصد مصر – أن تساعد على كسر الحصار الصهيوني على غزة. ويذكر أن الحصار الصهيوني فرض على غزة منذ خمس سنوات في أعقاب ما وصفه الموقع الأمريكي "استيلاء" حماس على غزة، وتدهورت الأوضاع المعيشية بشكل خطير في المنطقة. وتسمح الحكومة المصرية بنقل البضائع ومواد البناء من خلال المئات من الأنفاق غير الشرعية لكنها مستمرة في تقييد حركة البضائع عبر معبر رفح إلى غزة. وأشار الموقع إلى أن حماس تأمل في تشكيل حكومة مصرية جديدة تفتح معبر رفح، وتسمح بمزيد من التجارة القانونية. وينتقل التقرير المنشور في موقع "صوت أمريكا" إلى حركة فتح، التي تسيطر على الضفة الغربية والتي تشكل السلطة الفلسطينية، وترى الانتخابات بشكل مختلف. دياب اللوح أحد قادة حركة فتح في غزة، يقول للموقع أنه يأمل في قيادة مصرية جديدة تشجع حماس إلى الاعتدال في سياساتها، وتلين موقفها من تل ابيب وتنفيذ معاهدة الصلح مع فتح. ويضيف أن حركة فتح ملتزمة على ماتم الاتفاق عليه وعلى استعداد لتنفيذه بالكامل. ويقول كايد الغول قائد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في غزة أن حكومة يقودها الإخوان المسلمون ستكون أكثر واقعية وستركز أولا على إنعاش الاقتصاد المصري الذي يتعرض لهزات منذ 17 شهرا من الاضطرابات السياسية. وأضاف لموقع "صوت أمريكا" أن هذا الواقع ينعكس على المواقف السياسية لجماعة الإخوان، فهم على الأرجح سيبقون على معاهدة السلام مع تل ابيب، وستؤيد حماس مواقفهم. ونقل الموقع تصريحات محمود الزهار القيادي البارز في حركة حماس من محطة الضفة الغربية الإذاعية، والتي قال فيها أن صعود الإسلاميين سوف يخلق موقفا أكثر توازنا لمصر نحو الفصائل الفلسطينية المختلفة، مؤكدا على أن مثل هذه الحكومة لن تكون مثل نظام مبارك، يضغط على حماس، ويغلق كافة المعابر والحدود ويسمح بالمرور لأعضاء فتح والصهاينة. ويرى المحلل السياسي عبد الهادي أن السياسة المصرية في حالة اضطراب، "وأننا ندخل مرحلة جديدة من عدم اليقين في انتظارنا". ويقول أن هذا الغموض يمتد ليشمل مجالات عديدة، فكيف ستكون علاقة الإسلام السياسي بفصائل المجتمع المدني؟ وما الدول الذي سيلعبه الجيش المصري في الدفاع عن الوطن والدستور والتوازن بين مختلف الفئات السياسية؟ وكيف يمكن لقطاعات المجتمع المختلفة أن تعالج مشاكل الأمن المتفاقمة والأزمة الاقتصادية ؟ وتؤكد "صوت أمريكا" في نهاية تقريرها على أن مصر تقدر علاقاتها مع مختلف الأطراف في تل ابيب والأراضي الفلسطينية، فأيا كانت النتيجة القيادة الجديدة التي ستظهر من المرجح أن ترغب في الحفاظ على صلاتها بكل منهم. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة