أبرم الرئيس السوداني عمر البشير اتفاق مصالحة مع نظيره التشادي إدريس ديبي، في العاصمة السعودية الرياض، إيذاناً تجاوز الأزمة الأخيرة التي اندلعت بين البلدين وتخللتها اشتباكات مسلحة. وتم إبرام الاتفاق في اجتماع بين البشير وديبي، التأم في الرياض برعاية العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز. وتعهد الرئيسان السوداني والتشادي على "توثيق أواصر الصداقة الأخوية وتدعيم الروابط التاريخية بين شعبيهما الشقيقين في المجالات كافة". وينص الاتفاق بأنّ على الطرفين الالتزام باحترام مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وحل الخلافات بالطرق السلمية بعيداً عن النزاعات المسلحة المؤثرة على الأمن والاستقرار وجهود التنمية في البلدين. وأعلنت القيادتان السودانية والتشادية عبر هذا الاتفاق الجديد، التزامهما بالاتفاقيات الموقعة بينهما بشكل كامل، سواء الاتفاقات الثنائية أو متعددة الأطراف، خاصة إعلان واتفاقية طرابلس الصادر في الثامن من فبراير2006، وكذلك الالتزامات المنصوص عليها في محاضر الاجتماعات الثنائية ومتعددة الأطراف، الهادفة الى تفعيل اتفاق طرابلس ومعالجة الوضع بين السودان وتشاد. وقد تعهد الطرفان أيضاً بمنع استخدام أراضي اي منهما لايواء أو لحشد أو لتدريب أو لمرور أو لتموين الحركات المسلحة المعارضة للطرف الآخر، أو تقديم أي نوع من أنواع الدعم المادي والمعنوي لهذه الحركات، والعمل على إبعادها فوراً عن أراضي أي من البلدين. وقد أكد الرئيسان السوداني والتشادي في الاتفاق التزامهما بدعم جهود الاتحاد الأفريقي السياسية والأمنية، الرامية "لإعادة الاستقرار لاقليم دارفور والمناطق الحدودية" بين البلدين، من خلال إنفاذ اتفاق سلام دارفور، والعمل من أجل التنفيذ الكامل لما ورد في اتفاق طرابلس وبصفة خاصة الجوانب المناطة باللجنة الأمنية العسكرية العليا. وقد حضر مراسم توقيع الاتفاق ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وأمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبد العزيز، ورئيس الاستخبارات العامة السعودي الأمير مقرن بن عبد العزيز، إضافة الى الوفدين المرافقين للرئيسين السوداني والتشادي، وعدد من الإعلاميين.