بقلم: الدكتور كمال حبيب مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان والذي تأسس عام 1994 ذكر أنه أرسل بطلب إلي مجلسي الشعب والشوري يطالب بتعديل المادة الثانية من الدستور باتجاه القول " أن دين الأغلبية هو الإسلام وأن القيم الكلية للأديان والعقائد مصدر من المصادر الرئيسية للتشريع بما لا يتناقض مع التزامات مصر للمواثيق الدولية لحقوق ا لإنسان أو الإخلال بحقوق المواطنة أو مبادئ المساواة أمام القانون " . وذكر ت بعض الصحف أن هناك مئة شخصية وقعت علي هذا الطلب فذهبت لموقع المركز لمعرفة هذه الشخصيات التي تمثل لوبي داخل مصر للقيم الغربية التي تعد لونا من ألوان الاستعمار ( الاستحمار ) بتعبير علي شريعتي – الثقافي فلم أجد إلا أربع شخصيات منهم " سعد الدين إبراهيم وهاني عنان وفريد زهران وحسام عيسي .. " فتساءلت إذا كان هؤلاء العلمانيون يطالبون بأن تكون القيم الكلية للأديان والعقائد – ونحن هنا نتساءل أي أديان وعقائد خاصة وأن هناك حالة سيولة دينية في الغرب تتحدث عن محاولات إصلاح كنسية للتوافق مع العالم المعاصر بما في ذلك قبول الأفكار الشاذة التي تبيح الشذوذ من منطلق أنه ابتلاء للمصاب به ولا يجب طرده من رحمة الله ، وأن هناك مراجعات جدية للكتاب المقدس تسعي لحذف كلمة " الله " منه وذلك حتي لا يكون هناك تحيز للمذكر علي حساب الحركة النسوية الغربية ، والمتابعون للشأن الديني الغربي يعرفون أن هناك عشرات الحركات الدينية الجديدة التي لا يعرف لها اسم فأي هذه العقائد سنتخذها لتكون مصدرا من مصادر دستورنا . إنني أشعر بالدهشة أن يكون ذلك موقفا للباحث الجاد دكتور محمد السيد السعيد المشرف الأكاديمي علي المركز ، فهو في النهاية باحث أكاديمي ويقيس ما يطالب به هذا المركز علي القواعد الأكاديمية المعمول بها . وقد فاجأنا في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في ندوة برنامج حوار الحضارات حين تحدث عن تحية " السلام عليكم " التي اعتاد أغلب الشعب المصري أن يتسخدمها حين الرد علي التليفونات ، لقد ضاق بها الرجل واعتبرها عنوانا لا يحبه لأن فيه معني أن من يقول " السلام عليكم " فكأنه يؤمن الطرف الآخر وهذا معناه أن تلك حالة حرب هو يرفضها ، وبالطبع استاء الحاضرون من هذه " التخريجة " المفاجئة وغير العلمية وغير الموضوعية بالمرة وبدا وضع الدكتور محمد ا لسيد سعيد محرجا جدا – أقول ذلك وهو صديق لي وشعرت بالإشفاق عليه ورد عليه وقتها الصديق والزميل الدكتور إبراهيم البيومي غانم . العلمانيون الذين يتحدثون عن العلمية والموضوعية وتحري الدقة وغيرها من المصطلحات التي تهتز وبعنف حين يكون الموضوع الذي تتم مناقشته له صلة بالإسلام . فما هي القيم الكلية للعقائد والأديان وما هي هذا العقائد والأديان وهل سندخل فيها الأساطير الصهيونية وهل ستكون هناك أيضا ً ديانة الشنتو والبوذية وهل ستكون ا لعقائد المهرطقة الجديدة مثل تناسخ الأرواح وغيرها جزءا من الموضوع . هذه كلها ألوان من العبث الفكري لا تصلح أن تكون أسسا لبناء مجتمع وضبطه وتنظيمه ، وكما قال أستاذنا الدكتور " ثروت بدوي " في الندوة المشار إليها " إن مبادئ الشريعة الإسلامية وقيمها ومبادئها الكلية تتفق معها كل القيم والمبادئ الدينية والإنسانية " وهي التي يجب أن تكون حاكمة ويقاس عليها لأنها دين الأغلبية ودين الدولة في مصر منذ جاء الإسلام إليها . وفي الجدال الثائر ا لآن تبدو لنا الشريعة الإسلامية عنوانا لهوية تحرر ثقافي ووطني فيها غناء عن كل ما سواها مما لا يعبر عن واقعنا وشخصياتنا ، وهي تقبل بغير المسلمين وشرائعهم من الذين لهم أديان سماوية ، أما الأديان الجديدة المهرطقة مثل البهائية فليعتنقها من يريد ولكن لا يتأسس لها مركز قانوني في دولة إسلامية بناء علي ذلك وإلا أصبح الناس فوضي لا سراة لهم . بحثت عن الأسماء المئة علي موقع مركز القاهرة فلم أتمكن من الوصول إليها فشعرت أن هناك قوم يدعون لهذا العبث باسم العلمانية ولكنهم يشعرون بالاستحياء من ذلك .