كشفت مجلة نيوزويك الأمريكية عن وجود تعاون بين مسؤولين بأجهزة المخابرات الأمريكية والأوروبية، لإعداد دراسة سرية حول ما اعتبرته المجلة قضية حساسة، تتمثل في العمليات والأنشطة الدولية لجماعة الإخوان المسلمين. وأرجعت المجلة في عددها الأخير، سبب تلك الدراسة إلي سرعة انتشار التطرف الإسلامي علي مدي السنوات القليلة الماضية وقالت: إن التقرير السري يلقي الضوء علي ما اعتبره هؤلاء المسؤولون اتجاهات مثيرة للإزعاج، منها ما حققته جماعة الإخوان المسلمين من نمو سريع، حيث أقامت لنفسها فروعا في 70 دولة، تشمل الدول الكبري في أوروبا والشرق الأوسط، وكثيرا من المناطق الأفريقية. وأكدت النيوزويك- استنادا للتقرير السري الذي حصلت علي نسخة منه- أن أعضاء الجماعة يجرون دائما اتصالات ولقاءات سرية وتتوافر لديهم مئات الملايين من الدولارات، مشيرة إلي أن قيادات الجماعة تنبذ العنف الآن علناً وأنها تباشر العملية السياسية جهارا في كثير من الدول. وأكدت المجلة- وفقا للتقرير- أن أهداف الإخوان المسلمين ظلت راسخة بشأن إقامة خلافة إسلامية في جميع أنحاء العالم من شأنها أن تحكم طبقا للشريعة الإسلامية. وأضافت المجلة أن التقرير السري يثير قضايا تنفذ إلي قلب الجدال الشديد داخل الحكومة الأمريكية، حول كيفية التعامل مع الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية المماثلة لها فكريا. ونوهت إلي أن هذه القضايا التي تشغل الحكومة الأمريكية تم استقصاؤها بعمق من فيلم وثائقي مستقل يحمل اسم «الإخوان المسلمون»، لافتة إلي أن الفيلم الوثائقي ينتهي إلي أنه لا يوجد إجماع بين المسؤولين الأمريكيين، حول ما إذا كان «الإخوان» يشكلون تهديدا مباشرا للمصالح الأمريكية، أم أنهم قد يكونون قوة معتدلة محتملة في عالم إسلامي أكثر تحولا إلي التطرف. وأرجعت المجلة لقاء زعيم الأغلبية بالكونجرس ستيني هويار بالإخوان إلي هذا السبب، بعد دعوة السفير الأمريكي في القاهرة ريتشاردوني لسعد الكتاتني، رئيس كتلة الإخوان بالبرلمان للقاء، مؤكدة أن هذه الدعوة مثلت نقلة سياسية لإدارة بوش التي كانت تتجنب الإخوان.