تشهد موريتانيا اليوم تنصيب الرئيس الجديد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله الذي انتخب الشهر الماضي في جولة الإعادة بعد حصوله على أزيد من 53% من أصوات الناخبين الموريتانيين متقدما على منافسه رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية أحمد ولد داداه الذي حصل على نحو 48% من الأصوات. وسيتم تنصيب الرئيس الجديد بحضور ممثلين عن أكثر من عشرين دولة ومنظمة إقليمية ودولية من بينهم رؤساء سبع دول أفريقية هي السنغال، ومالي، وتوغو، وبوركينافاسو، والنيجر، وغينيا بيساو، وجزر الرأس الأخضر. وستمثل ثلاث دول برؤساء وزرائها، هي المغرب، والغابون، وساحل العاج. وبالإضافة إلى هذا سيحضر الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو. وستشارك الولاياتالمتحدة في التنصيب بحضور مساعد وزير الخارجية جون نيجروبونتي. ويعتبر رؤساء الدول العربية هم أبرز الغائبين عن حفل تنصيب ولد الشيخ عبد الله، حيث لن يحضر أي رئيس عربي هذه المناسبة. وقد رصدت الدولة لحفل تنصيب الرئيس الجديد ميزانية تربو على نصف مليون دولار (170 مليون أوقية) وسينظم في قاعة قصر المؤتمرات بوسط العاصمة الموريتانية نواكشوط الذي بني على عهد النظام السابق بتكلفة تقارب عشرة ملايين دولار ويعتبر أحد أبرز معالم عاصمة موريتانيا. وسيلقي الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله خطابا في حفل التنصيب بعد أدائه اليمين الدستورية وبعد توشيحه بوسام الجمهورية. وقالت مصادر مقربة من ولد الشيخ عبد الله –بحسب الجزيرة - إن الرئيس سيجدد في خطابه التعهدات التي قطعها على نفسه أثناء الحملة الانتخابية، وخصوصا ما يتعلق بتحقيق تغيير هادئ وعميق في البلاد. وبدأت شوارع نواكشوط تتهيأ لهذا الحدث المهم بالنسبة للموريتانيين، حيث تم تنظيف وطلاء العديد من الشوارع، فيما شنت السلطات الأمنية حملة اعتقالات واسعة في صفوف المتسولين على جنبات شوارع وسط العاصمة. ويتابع المواطنون الموريتانيون هذه المناسبة باهتمام، ويعلقون الكثير من الآمال على الرئيس الجديد. وتبدو الأوضاع الاقتصادية الهاجس الأكبر للعديد ممن تحدثوا إلى الجزيرة نت، كما تمثل المطالبة بتحسينها أكبر آمالهم. وكان المجلس العسكري الحاكم برئاسة العقيد إعلي ولد محمد فال وضع لمساته الأخيرة على المشهد السياسي الموريتاني أول أمس بإصداره بيانا أكد فيه أن القوات المسلحة وقوات الأمن ستبقى ملتزمة بعد انتقال السلطة إلى المدنيين بخدمة المؤسسات الجديدة لدولة القانون، طبقا لمبادئ الشرعية الجمهورية. وأكد المجلس في بيانه الذي أصدره بعيد آخر اجتماع له في القصر الرئاسي أن نجاح التجربة الديمقراطية في موريتانيا يفتح آفاقا جديدة للبلاد من أجل تعزيز المكاسب وتقوية ركائز الدولة وتسريع مسار التنمية. وسمح أعضاء المجلس العسكري -بعيد خروجهم من آخر اجتماع لهم- لعدد محدود من الصحفيين بالتقاط صور جماعية لهم أمام القصر الرئاسي رافضين تقديم أي تصريحات صحفية خاصة.