حذر الكاتب الصهيوني "جدعون ليفي" في مقال نشرته صحيفة "هآارتس" من مغبة السياسة التي ينتهجها قادة الكيان الصهيوني على عمر دولتهم، وأن الكيان ماض في طريق التطرف والاحتلال وإقصاء نفسه في المجتمع الدولي، كما أن مشاكله لا تزال كما هي في حين أن أسئلة أشد مصيرية بكثير ما تزال بلا أجوبة ولا يُشتغل بها حد،فالكيان وقد أصبح عمره 64 سنة ما زال يواجه الأسئلة نفسها وكأنه ولد أمس ولا جواب عنها. وقال"ليفي" إنه لا يوجد أحد في الكيان الصهيوني يسعى للجواب عما سيكون وجهه بعد عشر سنين، بل انه يوجد من يشكّون في مجرد وجوده حتى ذلك الحين وهذا سؤال لا يثار عن أية دولة أخرى، لكن الانشغال بهذا السؤال الداحض أيضا يضيق في حدود بث الخوف والرعب، أما سائر الأسئلة وهي لا تقل مصيرية فأنها حتى لا تثار. هل يعلم أحد هل سيكون الكيان الصهيوني ديمقراطياً بعد عشر سنين؟ وهل يستطيع أحد أن يضمن هذا؟ وهل سيكون علمانياً أم يصبح دولة يهودية؟ وهل يكون دولة رفاه أم رأسمالية؟ هل مدنية أم عسكرية؟ وهل يوجد فيها مجتمع أوروبي أم شرق أوسطي أم شكل آخر. وأضاف أنه في الكيان الصهيوني كل شيء مفتوح وهش بصورة مخيفة، وإن سيناريوهات مستقبل الكيان الصهيوني الثلاثة باعتباره دولة احتلال وهي: استمرار الوضع الراهن إلى الأبد، أو دولتان أو دولة واحدة – تبدو الآن بلا أساس، وتوقف الاشتغال بها تماما وكأن عدم البحث فيها سيؤدي إلى حل قابل للتحقيق. لكنه لا يوجد لجميع الأسئلة المصيرية الأخرى أيضا جواب حقيقي ولا تكاد تثار في برنامج العمل الصهيوني الذين كان يجب عليهم أن يحصروا عنايتهم فيها وحدها تقريبا، وإن دولة بلا مستقبل واضح، تتسلى بالماضي وتحصر عنايتها في الحاضر تشبه دولة لأمد قصير. ولا يسأل أحد حتى عشية أيام الانفعال القومي القريبة ماذا سيكون وجهها بعد عشر سنين وهي مدة تُعد صفرا بالمعنى التاريخي.