أكدت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية أن المسئولين الأمريكيين والمواطنين يعيشون أجواء من الرعب والهلع بعد إعلان الشرطة البريطانية إحباط خطة إرهابية لتفجير طائرات في الجو متجهة إلى الولاياتالمتحدة. يأتي ذلك فيما قال عدد من التقارير الصحيفة والتحليلات السياسية إن الولاياتالمتحدة تدفع بذلك ثمن سياسات إدارة الرئيس جورج بوش الخارجية وانحيازها إلى إسرائيل في عدوانها علي لبنان وفلسطين. وقالت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الجمعة إن السلطات الأمريكية اتخذت إجراءات أمنية غير مسبوقة تحسبا لوقوع أي هجمات إرهابية, بعد إعلان السلطات البريطانية إحباط مخطط لتنفيذ هجمات على طائرات، كما أصدرت السفارات الأمريكية بعدد من الدول كالهند تحذيرات لرعاياها بتجنب الظهور في الأماكن العامة وتوخي الحذر تحسبا لتعرضهم لأي عمليات إرهابية.
رفع حالة التأهب
وذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" أن وزارة الأمن الداخلي الأمريكية سارعت برفع حالة التأهب إلى الدرجة القصوى (اللون الأحمر) أمس الخميس, وأخضعت المسافرين إلى إجراءات تفتيش مشددة, وهو ما زاد من حالة الرعب لدى الأمريكيين. وأعرب ريتشارد نيلسون – 34 عاما – وهو أحد المسافرين بمطار لوس أنجلوس الدولي عن استيائه الشديد مما يمر بها الأمريكيون حاليا من إجراءات أمنية أثرت بشكل كبير على نمط حياتهم قائلا: "خلال السنوات الماضية تعودنا علي سماع هذا النوع من الأخبار". ووصف مياكل جريسي وهو مندوب مبيعات أمريكي كان ينتظر طائرته المتوجهة إلى سياتل حالة الفزع التي تسيطر على الأمريكيين قائلا "كل مرة كنت أذهب فيها إلى مطار لوس أنجلوس الدولي أرى زحاما شديدا, ولكن الوضع اختلف هذه المرة, فلم أجد أمامي سوى مسافر واحد وأفراد الأمن". وذكرت الصحيفة أن مسئولي النقل الأمريكيين شددوا فور سماعهم أنباء إحباط عملية إرهابية في بريطانيا باستخدام مواد سائلة إجراءاتهم الوقائية، لدرجة أنهم منعوا المسافرين من حمل أية عبوات أو سوائل, حتى زجاجات المياه وسوائل العدسات اللاصقة ومزيلات العرق ومعاجين الأسنان, لم يسمحوا للركاب بحملها على متن الطائرات؛ خوفا من أن تكون مواد تفجيرية سائلة. وأبدى أحد مسئولي الأمن بمطار "هارتيسفيلد جاكسون أطلنطا" الدولي تفهمه لغضب المسافرين قائلا "هذه إجراءات صعبة جدا لأن كثيرا من الناس يدفعون أموالا في تلك المقتنيات. ثم يفاجئون بأنهم لا يستطيعون حملها معهم على الطائرات".
إجراءات غير مسبوقة وأكدت الصحيفة أن تلك الإجراءات هي الأكثر تشديدا منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 , مشيرة إلى أن حاكم ولاية فلوريدا أرنولد شواريزنيجر أصدر أمرا بنشر 300 من قوات الحرس الوطني في مطارات لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو وأوكلاند, فضلا عن شرطة الطرق السريعة بكاليفورنيا عرضت تزويد المطارات المدنية ب "كلاب بوليسية" وأفراد الأمن لمساعدتها في تعزيز إجراءاتها الأمنية. ومن جانبه قال الجنرال بالحرس الوطني الأمريكي وليام وايد إن هدف الاستعانة بقوات الحرس الوطني هو تغطية أي عجز في أفراد الشرطة. أما المسافرة الأمريكية بيتى مورفي فقد وصفت ما يعانونه من إجراءات أمنية مشددة ب"الكابوس", مشيرة إلى أن السلطات أجبرتها على ترك حقيبتها التي كانت تحوي مستحضرات تجميل وأدوية ومقتنيات أخرى. وأضافت مورفي: "هل يعقل أنني لا أستطيع حمل زجاجة مياه أو مشروب أو حتى أدوية الفيتامينات على متن الطائرة". وبالرغم من أنها رفضت في البداية تلك الإجراءات الأمنية إلا أن مورفي رضخت في النهاية لأوامر مسئولي الأمن بمطار لوس أنجلوس الدولي. ولم يكن الأمر أسعد حالا بالنسبة لجوني مويوس التي قالت المطارات تعاملت بشكل مفاجئ مع التحذيرات الأمنية, ولم تزودنا بأية معلومات, وكانت النتيجة أن كل متعلقاتنا عرضة للضياع. وقد شعرت أيدا فارفان- 56 عاما - التي كانت متوجهة إلى دولة بيرو حيث اضطرت لترك متعلقاتها قبل الصعود إلى الطائرة. ومن جانبهم قال مسؤولون أمريكيون في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية اليوم 11- 8- 2006 إن المؤامرة الإرهابية الدولية التي كانت تهدف إلى تفجير عدة طائرات مدنية بين بريطانيا والولاياتالمتحدة تشكل أخطر تهديد منذ اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001 وكانت يمكن أن تؤدي إلى سقوط "آلاف" الضحايا. وقال عدد من التقارير الصحيفة والتحليلات السياسية إن الولاياتالمتحدة تدفع بهذا الهلع الأمني ثمن سياسات إدارة الرئيس جورج بوش الخارجية وانحيازها إلى إسرائيل وخاصة في عدوانها الأخير على لبنان وفلسطين.
أخطر التهديدات
وأكد وزير الأمن الداخلي الأمريكي مايكل تشرتوف أن الخطط كانت تقضي "بعدد من عمليات التفجير في عدد من الطائرات" فوق المحيط الأطلسي. وأضاف في تصريحات لشبكة "سي إن إن" الأمريكية أن "ذلك كان يمكن أن يقتل مئات أو آلاف الأشخاص". وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن الإرهابيين لم يكونوا ينوون استخدام الطائرات أسلحة كما حدث في سبتمبر 2001. وقال تشرتوف "على حد علمنا كانت المؤامرة تقضي بتدمير الطائرات نفسها، ولكن بطريقة لا تتنبه فيها الطائرات الأخرى إلى وجود خطر وشيك". ولذلك منعت السلطات البريطانية والأمريكية المسافرين من حمل أي سائل على متن الطائرات. وقال مسئول في الاستخبارات الأمريكية إن الإرهابيين المفترضين كانوا يريدون استهداف الشركات الأمريكية "يونايتد ايرلاينز" و"أميريكان ايرلاينز" و"كونتيننتال ايرلاينز" وربما شركات غير أمريكية كذلك. وأضاف هذا المسئول الذي طلب عدم كشف هويته أن الرحلات المستهدفة كانت "لوجهات سياحية" مثل نيويورك وواشنطن ولوس انجلوس وبوسطن وشيكاغو. وأعلنت الشرطة البريطانية أن 24 شخصا أوقفوا في بريطانيا. وذكرت شبكة "إيه بي سي نيوز" أن الشرطة البريطانية ما زالت تبحث عن خمسة مشبوهين آخرين. ونقلت الشبكة عن مسؤولين باكستانيين أن بين هؤلاء الخمسة مطيع الرحمن (29 عاما) الذي وصف بأنه زعيم الخطة الإرهابية.
الرعايا الأمريكيين
وخوفا من أن يتم استهداف الأمريكيين في الخارج بسبب مشاعر العداء المتصاعدة ضد الولاياتالمتحدة حذرت السفارة الأمريكية في نيودلهي اليوم الجمعة من أن مدينتين في الهند قد تتعرضان لهجمات من مسلحين أجانب قبيل الاحتفالات بيوم الاستقلال الأسبوع المقبل. وذكر ديفيد كينيدي المتحدث باسم السفارة لقناة "سي إن إن-آي بي" الإخبارية أن تنظيم القاعدة قد يشن هجمات في "نيودلهي وبومباي في الأيام التي تسبق يوم الاستقلال". وفي رسالة على موقعها دعت السفارة الأمريكية الرعايا الأمريكيين الموجودين في الهند إلى توخي الحذر. وقالت إن "السفارة تحث المواطنين الأمريكيين على تجنب الظهور في الأماكن العامة وتوخي الحيطة والحذر خلال هذه الفترة".