لجنة مؤتمر بيروت والساحل: الحوار بين السلطة والمعارضة الوطنية بات حاجة وطنية سورية وقومية عربية ثورة مصر لن تقبل باحتكار فئوي للسلطة واستهداف القوات المسلحة إصلاح دار الفتوى لا يتحقق بهيمنة حزبية بل بأوسع مشاركة إسلامية تعيد للدار دورها الجامع كمال شاتيلا: حسن عبد العظيم أبلغني أن أبواب الحوار مع السلطة بدأت تنفتح عقدت لجنة متابعة "مؤتمر بيروت والساحل" اجتماعها الدوري في مركز توفيق طبارة، تباحثت فيه بالتطورات اللبنانية والعربية. استهل الاجتماع منسق عام للجنة كمال شاتيلا فعرض لمحصلة الاتصالات مع أمين عام هيئة التنسيق الوطنية السورية المحامي حسن عبد العظيم الذي أكد رفضه لأطروحات مؤتمر اسطنبول وتمسكه بالثوابت الوطنية في رفض التدخل الأجنبي ورفض العنف، معلناً أن أبواب الحوار بين السلطة السورية وبين المعارضة الوطنية بدأت بالانفتاح للوصول إلى تسوية سياسية تصون وحدة سوريا وعروبتها واستقلالها وتحقق الإصلاح المنشود. وحول الأوضاع في مصر قال شاتيلا: في الوقت الذي يسعى فيه المجلس العسكري إلى الانتقال إلى نظام ديمقراطي تشارك فيه كل قوى الشعب المصري، فإن بعض الأطراف التي ترفع شعارات الإسلام تسعى إلى إقامة نظام شمولي، ما يؤدي إلى تصادم إذا ما أصرت هذه الأطراف على تمسكها بنهجها الذي ترفضه الغالبية الساحقة من الشعب المصري الذي يمحض ثقته للجيش. ثم تحدث عضو قيادة المؤتمر الشعبي اللبناني المهندس سمير الطرابلسي عن وقائع مشاركته في المؤتمر التأسيسي للتيار القومي التقدمي في تونس، واللقاءات التي تمت على هامشه مع الرئيس المنصف المرزوقي وزعيم حركة النهضة التونسية الشيخ راشد الغنوشي. ممثل حركة الناصريين المستقلين- المرابطون المهندس عاطف إدريس أشار إلى أن المعطيات الدولية والإقليمية والداخلية السورية تفيد أن شعارات بعض الأطراف المرتبطة بدوائر أطلسية وصهيونية والداعية إلى استخدام السلاح لإسقاط السلطة السورية، وصلت إلى طريق مسدود، وتحدث عن شكوك كبيرة تحيط ببعض الأطراف الإسلامية التي يبدو إنها استجابت للإغراء الأميركي بدعم وصولها واحتكارها للسلطة في مصر مقابل استمرار سياسات عصر الردة التي ثار عليها شعب مصر العظيم. واستعرض المجتمعون أوضاع دار الفتوى فشدد نائب رئيس التنظيم الشعبي الناصري خليل الخليل على ضرورة ان تعود الدار إلى دورها الأساسي وتكون ساحة لقاء لكل المسلمين والوطنيين، فيما رفض ممثل حزب التحرر العربي النقيب السابق نبيل العرجا محاولة حزب المستقبل وضع يده على دار الفتوى وكذلك طمس قضايا الإصلاح، بينما لفت الدكتور عدنان بدر إلى أن اللجنة الثلاثية التي شكلتها لجنة متابعة مؤتمر بيروت والساحل لصياغة رؤية إصلاحية لدار الفتوى مستمرة في عملها، ورفضها أي صيغة تجعل من الدار مطية لأي طرف سياسي. وتحدث ممثل تجمع اللجان والروابط الشعبية المحامي خليل بركات عن المسيرة التي توجهت إلى قلعة الشقيف في يوم الأرض، والدلالات التي تحملها المشاركة العالمية في هذه المناسبة. وعرض الدكتور اسعد السحمراني الوضع في وادي خالد بعكار الذي لحقت بأبنائه أضرار اقتصادية بسبب الاضطرابات على الحدود، وأشار إلى الموقف الذي أجمعت عليه معظم فعاليات المنطقة من ضرورة قيام الحكومة بضبط الحدود، مشيداً بدور الجيش اللبناني على هذا الصعيد. وبعد النقاش أصدر المجتمعون المقررات والتوصيات التالية: أولاً: تنوّه اللجنة بخطاب فخامة رئيس الجمهورية اللعماد ميشال سليمان في مؤتمر القمة العربية في بغداد، والذي أكد تمسك لبنان بكل الثوابت الوطنية التي كرسها اتفاق الطائف وبالعروبة الحضارية الحاضنة للتنوع والتي تمثل الحصن الذي يقي العرب من كل المخاطر التي تحملها المشاريع الاستعمارية وفي مقدمها مشروع الشرق الأوسط الكبير. ثانياً: ترى اللجنة أن تحصين سورية من مخاطر التآمر الخارجي يستلزم الإسراع بحوار معمق بين السلطة وبين قوى المعارضة الوطنية الرافضة للتدخل الأجنبي والحريصة على وحدة البلد واستقلاله وعروبته، وتشدد على أن الاحتضان العالمي لهذا الحوار، باستثناء أعداء الأمة من صهاينة وأطلسيين، يؤشر إلى فشل محاولات إغراق سورية ببحر من دماء الحرب الأهلية، وتؤكد على أن الإسراع في إنهاء العنف وإطلاق الحوار بات ضرورة وطنية سورية وقومية عربية. ثالثاً: تجدد اللجنة إيمانها بأن ثورة الشعب العربي في مصر على أربعين عاماً من التبعية والفساد والقمع، والتي تكاملت فيها أدوار الحركة الشعبية مع دور القوات المسلحة، لن تقبل بأي محاولة فئوية للتسلط على مصر وإخضاعها لتوجهات فئوية ترفضها غالبية الشعب المصري، وفي هذا السياق تجدد اللجنة تقديرها للدور الذي يقوم به المجلس العسكري في مصر لقيادة المرحلة الانتقالية وإعادة بناء نظام ديمقراطي تشارك فيه كل قوى الشعب المصري وترسيخ نهج يعيد لمصر دورها العربي والدولي باعتبارها القاعدة لكل توجه تحرري ونهضوي عربي. رابعاً: في يوم الأرض، تحيي اللجنة نضال الشعب الفلسطيني من أجل تحرير أرضه واستعادة حقوقه، وتشيد بكل التحركات الداعمة لهذا النضال لبنانياً وعربياً ودولياً، وتشدد على ضرورة إعادة تصويب البوصلة نحو القضية الفلسطينية، رسمياً وشعبياً، باعتبارها قضية العرب الأولى، مما يتطلب من الفصائل الفلسطينية إعادة الروح إلى الوحدة الوطنية وتطوير منظمة التحرير على قاعدة برنامج نضالي مرحلي وإستراتيجي للتحرير، بمثل ما يستدعي ذلك من العرب رسميين وقوى شعبية وقف نهج الانقسام والسياسات القطرية والنهج الاحتكاري ورفض التدخل الأجنبي، وإطلاق تضامن عربي مقاوم يحمي الأمة من أخطار المشروع الصهيوني الأميركي التقسيمي ويرسم خارطة طريق من أجل تحرير فلسطين واستعادة الحقوق المسلوبة. خامساًً: إن اللجنة إذ تؤكد إيمانها بأن الدور الطليعي للمرجعيات الدينية الإسلامية والمسيحية، يتطلب منها أن تكون ساحة لقاء لكل الوطنيين وقوة دفاع عن الثوابت الوطنية، فإنها تدين محاولة بعض الأطراف لإخضاع دار الفتوى إلى هيمنة فئوية حزبية أدت إلى تراجع دور الدار في مجاليها الإسلامي والوطني، وتجدد تمسكها بضرورة الإصلاح الشامل باتجاه تحويل الدار إلى مؤسسة لا تحرفها عن مسارها أخطاء فرد أو جماعة، وتعلن تمسكها بكل البنود الإصلاحية التي صاغتها لجنة من المختصين والحريصين على الدار، وتطالب رؤساء الوزراء الحاليين والسابقين بضرورة تبني ما ورد في هذه الوثيقة من إصلاحات، وفي مقدمتها توسيع قاعدة انتخاب المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى وإقامة مجلس استشاري للمفتي وإعادة تنظيم الأوقاف الإسلامية بما يحقق الشفافية الكاملة لكل أعمالها ومواردها.