الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أما بعد: فمن أسباب تقدم الدول ورقيها العمل المؤسسي، الذي يقوم على وضع دستور وقوانين وقرارات ولوائح تسعى لتحقيق غايات الدول وأهدافها، ولا ترتبط بوجود الأشخاص القائمين على تنفيذها أو عدمه، ولا يتحقق ذلك إلا بتفعيل الآيتين الكريمتين في القرآن الكريم : "وأمرهم شورى بينهم"، "وشاورهم في الأمر"، هاتان الآيتان اللتان تم تعطيلهما عمدا حتى عمَّ الاستبداد وانتشر في جميع نواحي حياتنا. وتلك المقدمة السابقة توطئة للحديث عن تعديل قانون الأزهر رقم 103 لسنة 1961، تعديله في أوائل عام 2012 قبل انعقاد أولى جلسات مجلس الشعب بعد قيام ثورة 25 من يناير سنة 2011، هذا القانون الذي انفرد بوضعه شيخ الأزهر الحالي الأستاذ الدكتور أحمد محمد الطيب، متجاهلا قيمة الأزهر ومكانته، منارة الإسلام العالية الخفاقة، ومن ذلك: 1- الانفراد بالقرار دون أخذ مشورة جميع علماء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. 2- تجاهل عالمية رسالة الأزهر ومكانته العلمية. 3- هزلية ما سماها بهيئة كبار العلماء، التي اختارها من خلال لجنة يرأسها هو، ثم تنتخبه بعد ذلك!، بعد التخلص من المشرف على تعديل قانون الأزهر المستشار طارق البشرى نائب رئيس مجلس الدولة سابقا. ويأتي نصحنا لشيخ الأزهر وبطانته بالرحيم الفوري، ونسأله: ماذا قدمت للإسلام والمسلمين من أفعال لا أقوال، ماذا قدمت لفلسطين المباركة المحاصرة وكشمير والشيشان وتركستان الشرقية ومسلمي الحبشة وتايلاند.. الخ؟ وماذا قدمت لنصرة إخواننا في دول أوروبا وأمريكا وغيرهما؟ ، وماذا قدمت لتطبيق شرع الله في دنيا المسلمين؟، ولماذا تواطأتم وخضعتم للطغاة والمجرمين؟، ولماذا لم تطهروا الأزهر من المفسدين في كل مكان؟ وأين مواقفكم من سب الله ورسوله وأمهات المؤمنين وأصحابه؟ وهذا الرحيل لن يفلتكم من حكم الإسلام والتاريخ عن الأمانات قضية ورفضت وتاهت في دهاليز الظالمين. ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى الجهود والمطالبات الجادة للنهوض بالأزهر كجبهة علماء الأزهر وبعض أعضاء مجلس الشعب الجديد وعلماء ودعاة من خارجه، بل من بعض أهل النخوة والخير، ولا يتعجب المراقب للمشهد السياسي المصري من التحركات المحمومة والمريبة للقائمين على شئون الأزهر الآن وأعداد كبيرة من الرجال والمستشارين والإعلاميين وبعض الشيوخ وأعداء الإسلام والمسلمين للحفاظ على الوضع المنهار لصرح عظيم، يريدونه شكلا بلا موضوع، وجسدا بلا روح، بعد أن فقدوا روحهم وانتماءهم من أجل عرض زائل. من أجل ذلك أدعو كل الجادين لتوحيد جهودهم وتكثيف حملاتهم من أجل إنقاذ أزهرنا العريق الغريق من براثن الحرس القديم، الذي خذل أمتنا ولم يدافع عن حريتنا وكرامتنا ضد حكم حطم كل جميل في حياتنا بمباركة ممن يدعون حديثهم باسم الله، فهل من مجيب؟!.. اللهم فاشهد وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين