كشفت دراسة علمية حديثة أن التعرض لمعدن "الكاديميوم"، الذي يلوث بعض المحاصيل الزراعية، قد يكون له صلة بارتفاع مخاطر الإصابة بسرطان الثدي. وقالت الدراسة التي نشرتها دورية "بحوث السرطان" بأن تعرض الفرد لمعدن الكاديميوم في الغذاء، والذي ينتشر في البيئة على نطاق واسع حيث يتواجد في الأسمدة الزراعية، قد يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي عند النساء. وأوضحت عضو فريق الدراسة من معهد كارولينسكا في السويد، الدكتور أغنيتا أكيسون، أنه وبسبب التراكم العالي لمعدن الكاديميوم في المنتجات الزراعية، فإن المصدر الرئيس لهذا المعدن في الأغذية هو الخبز وأصناف الحبوب الأخرى، وكذلك البطاطا والخضروات ومحاصيل الجذور، وفقاً لتقرير نشرته الخميس الرابطة الأمريكية لبحوث السرطان. وكانت أكيسون أجرت بمشاركة عدد من الباحثين دراسة تضمنت متابعة ما يزيد عن 55 ألف امرأة لعدة سنوات، قاموا خلالها بجمع معلومات عن تعرض هؤلاء النسوة لمعدن الكاديميوم بالاستعانة باستبيانات مخصصة لهذا الغرض. ورصد فريق الدراسة 2112 إصابة بسرطان الثدي خلال تلك المدة، كانت غالبيتها من النوع الذي ُيظهر تأثراً بالعلاج الهرموني باستخدام الإستروجين. وعمد الباحثون إلى توزيع المشاركات إلى ثلاث مجموعات تبعاً لمستوى التعرض للكاديميوم. وأشارت الدراسة إلى أن التعرض العالي لمعدن الكاديميوم من خلال الغذاء، ارتبط بزيادة مخاطر الإصابة بسرطان الثدي بمقدار 21 في المائة. وطبقاً للنتائج؛ فقد تبين أن التعرض لهذا النوع من المعادن قد يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي، سواء كان ذلك بالنسبة للأورام السرطانية التي تستجيب للعلاج بهرمون الإستروجين، أم تلك التي لا تتأثر بهذا العلاج. من ناحية أخرى؛ أظهرت النتائج أنخفاض مخاطر الإصابة بسرطان الثدي عند النساء اللواتي استهلكن مقادير أعلى من الحبوب الكاملة والخضروات، مقارنة مع اللواتي تعرضن لمعدن الكاديميوم عن طريق استهلاك أنواع أخرى من الأغذية. وترى الباحثة أكيسون أنه من الممكن أن يكون النظام الغذائي الصحي ساعد على عكس التأثيرات السلبية للكاديميوم إلى حد ما، مؤكدة في الوقت ذاته أهمية إجراء المزيد من البحث للتحقق من تلك النتائج.