قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن مصر بعدد سكانها الذي يزيد علي 74 مليون نسمة وبوصفها أكبر متلق للمعونة الأمريكية التي تصل إلي 1.75 مليار دولار سنويا تعيش فترة وضعتها في بؤرة الاهتمام الأمريكي. وقالت الصحيفة إن الحكومة المصرية أعلنت اليوم الماضي عن نجاحها في تمرير سلسلة من التدابير التي وصفتها الصحيفة بأنها معادية للديمقراطية والإصلاح. وأشارت الصحيفة إلي أنها تشمل إقصاء الإشراف القضائي علي الانتخابات وتمنح صلاحيات جديدة للحكومة من أجل اعتقال المواطنين والتنصت عليهم وتفتيشهم دون إذن قضائي إلي جانب حظر الأحزاب السياسية علي أساس ديني. وهاجمت الجارديان موقف الحكومة الأمريكية إزاء التعديلات الدستورية، التي وصفتها بأنها محاولة فجة لترسيخ حكم مبارك الذي استمر 26 عاماً، وتحمي الفاسدين في الدولة. وأشارت الصحيفة إلي أن الإدارة الأمريكية ردت علي تلك المحاولة بتوجيه أكثر انتقاداتها لطفا مستشهدة بوصف المتحدث باسم الخارجية الأمريكية توم كاسي للتعديلات المصرية بأنها نوع من الفرص الضائعة لتقديم الإصلاح. وقالت الصحيفة إذن ماذا حدث للمهمة الرامية إلي تعزيز الديمقراطية في الشرق الأوسط، وهل هي من أجل محاولة درء مساندة الجماعات الإرهابية؟ وأضافت أنه في أعقاب حصول مرشحي الإخوان المسلمين علي مكاسب قوية في انتخابات ديسمبر 2005 إلي جانب المكاسب التي حققتها حماس في فلسطينالمحتلة فإنه يبدو أن الولاياتالمتحدة قد راقت لها فكرة سلطة الشعب علي الأقل في سياق الشرق الأوسط الثري بالنفط. وذكرت الصحيفة مضمون ما قالته وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس منذ عامين بأن الولاياتالمتحدة لن تساند الديكتاتوريين والمستبدين في العالم العربي علي حساب تعزيز الديمقراطية.