نتناول في استعراض أهم الأخبار والآراء التي تناولتها بعض الصحف العربية الصادرة هذا اليوم، قتل طالب عراقي لمدرسه الأميركي، وقضية مغادرة المتهمين الأميركيين لمصر، والتحول في موقف حماس من النظام السوري وقضايا أخرى. قالت صحيفة "الدستور" العراقية إن طالبا عراقيا كرديا أقدم على قتل مدرسه الأميركي جيرميا سمول ثم قتل نفسه في حادثة هي الأولى من نوعها في إقليم كردستان العراق. ونقلت الصحيفة عن مصدر تربوي في الإقليم أن الحادثة لها أساس ديني يتمثل في إجبار طلبة المدرسة على دراسة الإنجيل بقسميه العهد الجديد والقديم. وأوضحت الصحيفة أن الحادث وقع في مدرسة ميديا النموذجية الخاصة في محافظة السليمانية التي تدرس باللغة الإنجليزية ويتألف معظم طاقمها التدريسي من مدرسين أجانب. ومن جهتها تناولت صحيفة "الرافدين" العراقية الخبر ونقلت عن محافظ السليمانية زانا محمد صالح أن الحادث وقع بعد خلاف دبَّ بين التلميذ وأستاذه. ونقلت الصحيفة عن جماعة سيرفانت غروب إنترناشيونال المسيحية التي تتخذ من ولاية تينيسي الأميركية مقرا لها والتي ترسل المدرسين الأميركيين للعمل في ثلاث مدارس في شمال العراق تأكيدها مقتل سمول الذي يدرس التاريخ والأدب في العراق منذ عام 2005. وفي الشأن المصري نقلت صحيفة "الوفد" المصرية عن الشيخ حازم أبو إسماعيل المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية "أن الطائرة الأميركية التي أقلت المتهمين الأميركيين حضرت إلى مطار القاهرة قبل أن يصدر قرار بالسماح لهم، وهذا معناه أنه كان هناك قرار صدر دون الرجوع للقضاة". وأشار أبو إسماعيل في مداخلة هاتفية له مع الإعلامي وائل الأبراشي على فضائية دريم إلى "أن تهريب الأميركيين هي الواقعة الثالثة التي يخضع فيها المجلس العسكري للأميركيين" وأن ما حدث يعتبر بمثابة "إهانة وطعن في كرامة المصريين". ورأى أبو إسماعيل أن ما حدث يعتبر "لعبة كبيرة" تورط فيها المجلس العسكري ورئيس محكمة استئناف القاهرة، وتحدث عن مطلبين "إما التحقيق مع الجناة ومحاسبة من تسبب في تلك الكارثة وإما إلقاء كرامتنا تحت التراب ونسكت عما حدث" بحسب ما نقلته الصحيفة. وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، خصصت صحيفة "الخليج" الإماراتية افتتاحيتها لهذا اليوم للقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو. وقالت الصحيفة إن تجديد أوباما التزامه بأمن الكيان الصهيونى هو أمر ليس فيه جديد، ولكن الصحيفة رأت أن توقيت هذا التأكيد وفي خضم التصعيد الصهيوني في القدسالمحتلة يعني أن الرئيس الأميركي "يريد أن يقول لنتنياهو (...) إن تل ابيب طليقة اليدين في أن تفعل ما تشاء، أن تعتدي، أن تصادر الأرض، أن تستوطن أينما كان، أن تبتلع القدس وتهوّدها، أن تحاصر، أن تفاوض بشروطها، أن تمارس التهديد والابتزاز، أن تعلن القدس عاصمة أبدية لها، أن تعلن الدولة اليهودية، طالما أن ذلك يحميها ويحفظ أمنها ويحقق أهدافها". واعتبرت الصحيفة أن "التماهي بين الولاياتالمتحدة والكيان الصهيونى يشكل في مضمونه الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي". وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم انتهاكات الكيان الصهيونى لحقوق الشعب العربي وعملها على إبقائه "واهنا ضعيفا غير قادر على المواجهة" فإنه ليس هناك "من يجرؤ على أن يقول لها (الولاياتالمتحدة): "قليل من الأخلاق.. لقد أودعناك قضيتنا وولّيناك وسيطًا نزيهًا". وفي القضية الفلسطينية أيضا كتب محمد علوش في صحيفة "الرأي" الكويتية تحت عنوان "حماس إذ تكتب تاريخا جديدا لها" أن تصريحات إسماعيل هنية التي أعلن فيها وقوف حركة حماس مع الشعب السوري أحدث "صدعًا مدمرًا في جدار العلاقة مع النظام السوري". واعتبر علوش أن أهم متغير يرصد بعد هذا التحول هو تبعثر قيادات حماس في بلدان مختلفة بعد أن كان مقرهم دمشق سنوات طويلة. ويرى علوش أنه في الوقت الذي قد يساهم فيه خروج قيادات حماس من دمشق في تعاملها بشكل منفتح أكثر مع "الاستحقاقات الداخلية والإقليمية"، فإن هناك احتمالا بنشوء "توجهات جديدة متباينة تشلّ جسم الحركة أكثر مما كانت عليه في دمشق" نتيجة التباعد الجغرافي بين مقرات قادة حماس الذين توزعوا في بلدان عديدة. ولكن الكاتب عاد ليلفت النظر إلى خبرة حماس في العمل المؤسسي واعتقاده أن حماس ستستثمر الوضع الجديد بعد أن رحل الرئيس المخلوع حسني مبارك عن رئاسة مصر وانفتاح الأردن على الحركة، كما أشار إلى زوال القلق الخليجي من الحركة بعد ابتعادها عن محور حزب الله/سوريا/إيران، واعتبر أن هذا الابتعاد سيكون بمثابة زلزال يضرب المصالح الإيرانية. واعتبر الكاتب أن حماس تنتهج سياسة تركز على القضية الفلسطينية بشكل رئيسي، وتتفادى الخطأ الذي وقع فيه الراحل ياسر عرفات عندما ركز على الملفات الداخلية للدول التي "تحتضن اللاجئين الفلسطينيين" مثل لبنان والأردن والعراق والكويت. وختم بالقول "حماس اليوم تعيد رسم الخارطة للقوى وللتحالفات في المنطقة، وهي عمليًّا أطلقت رصاصة الرحمة على ما يسمى محور المقاومة والممانعة بنسخته الإيرانية". وفي تونس حذرت صحيفة "الصباح" التونسية من تفاقم ظاهرة المخدرات في الفترة التي تلت الثورة التونسية وإسقاط الرئيس السابق زين العابدين بن علي. وقالت الصحيفة إن عدد قضايا المخدرات في المحاكم في ازدياد مستمر، وإن دراسة القضية من جوانب مختلفة يعود بالمرء إلى نتيجة واحدة غالبا رغم اختلاف الأشخاص والظروف وهي أن السبب وراء هذه الآفة هو "إرادة النسيان والبحث عن مسكنات الفقر والفشل الدراسي والتشتت الأسري". وتطرقت الصحيفة إلى تعديل منتظر في القانون التونسي من شأنه أن يتضمن متابعات لحالات المدمنين والمجرمين في مجال المخدرات بعد انتهائهم من تأدية العقوبة القانونية. أما صحيفة "الصباح" المغربية فنشرت تحقيقا لإحسان الحافظي قال فيه إن قائمة الأسماء الخاصة بالحاصلين على مأذونيات النقل كشفت "مفاجآت كبرى بشأن شبكة علاقات الأشخاص الذين استفادوا من رخص النقل باستعمال مواقعهم الوظيفية أو الإدارية أو السياسية. ووفق اللائحة التي نشرتها وزارة التجهيز والنقل، فإن عناصر من الحرس الخاص بالملك استفادوا من (تلك) الرخص". كما قال الحافظي إن قائمة المنتفعين شملت والد زعيم البوليساريو وواليا ملحق بالداخلية وأقارب إدريس البصري وزير الداخلية الأسبق ووزيرة موريتانية.