أكد ناشطون سوريون أن القوات السورية تشن هجوما بريا على حي بابا عمرو بحمص أدى إلى تفجر قتال عنيف بين القوات المهاجمة والجيش الحر وذلك بعد أسابيع من القصف المتواصل على المدينة، فيما سقط قتلى وجرحى في قصف للجيش السوري على الرستن بحمص ومنغ بريف حلب. وقال الناشط محمد الحمصي لرويترز إن الجيش يحاول إدخال مشاته من اتجاه ساحة الباسل لكرة القدم وهناك مواجهات شرسة بالبنادق الآلية والمدفعية الثقيلة. وأضاف أن الجيش قصف أمس المنطقة بضراوة وخلال الليل قبل أن يبدأ هجومه البري. وقد أكد هذه المعلومات أيضا الناشط عمر الحمصي لوكالة الأنباء الألمانية بقوله إن قوات ماهر الأسد (شقيق الرئيس بشار وقائد الفرقة الرابعة في الجيش السوري) تحتشد على مداخل بابا عمرو والخالدية". استعدادا لاقتحامها. وقال ناشطون إن الكثير من نقاط التفتيش التابعة للجيش التي كانت مقامة على مداخل الحيين أزيلت الليلة الماضي، ما يعني أنها نقلت إلى أماكن أخرى. في المقابل نفى هادي عبد الله -عضو الهيئة العامة للثورة السورية- دخول أي جندي سوري إلى حي بابا عمرو، مضيفا في اتصال مع الجزيرة أن القصف تجدد على الحي لليوم السابع والعشرين على التوالي. من جهة ثانية، ذكر عبد الله أن قوات النظام كشفت أمس الثلاثاء طريق إمداد سريا كان يتم عبره إدخال المواد الطبية والغذائية ويربط بابا عمرو بالخارج، وعمدت إلى تفجيره بالديناميت. وأوضح عبد الله أن الطريق عبارة عن "أنبوب ماء بطول 2700 متر قطره 105 سنتمترات ويربط بين بساتين بابا عمرو وبساتين قرية مجاورة، كان يستخدمه الناشطون من أجل إدخال الغذاء والأدوية، وكذلك "من أجل إخراج الجرحى". وأصاب القصف أيضا -بحسب عبد الله- حيي الخالدية والبياضة، موضحا أن هناك مخاوف حقيقية من ارتكاب مجازر في هذين الحييْن بعد انسحاب ثلاث نقاط تفتيش عسكرية كبيرة منهما وقدوم تعزيزات وانقطاع للكهرباء. من جهتها قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن ثلاثة قتلى على الأقل سقطوا في قصف "عنيف" على مدينة الرستن بمحافظة حمص إضافة إلى عائلة كاملة لا تزال جثثهم تحت أنقاض منزلهم. وفي ريف حلب أفادت الهيئة العامة بسقوط قتلى وجرى في قصف استهدف مدرسة ومبنى البلدية في منغ بريف حلب. كما اقتحم الجيش السوري مدينتي حلفايا بريف حماة، وحرستا بريف دمشق وسط حملة دهم واعتقال واسعة وترافق هذا مع اعتلاء قناصين للعديد من الأبنية العالية وقطع لوسائل الاتصالات. وفي مدينة بصر الحرير بدرعا اعتقل الأمن السوري العشرات من ناشطي الحراك الشعبي في حملة بدأت في ال18 من الشهر الماضي ومتواصلة حتى اليوم بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان. أما في إدلب فقد تعرضت قرى خان شيخون ومعرة النعمان للقصف من صباح اليوم كما أكد ناشطون أن الجيش السوري طلب من سكان عدد من القرى إخلاء منازلهم. من جانب آخر أفاد مراسل الجزيرة بأن 37 جنديا وصف ضابط انشقوا عن الجيش السوري ووصلوا إلى الأراضي التركية. وكان ناشطون قالوا إن 104 أشخاص على الأقل قتلوا أمس برصاص الأمن السوري معظمهم في حماة وحمص. في المقابل ذكر الإعلام السوري أن قوات حرس الحدود أحبطت محاولة تسلل "مجموعة إرهابية مسلحة قادمة من الأراضي الأردنية في منطقة تل شهاب بريف درعا". وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن قوات حرس الحدود اشتبكت مع "المجموعة الإرهابية وقضت على خمسة إرهابيين وأصابت آخرين بينما فر الباقون باتجاه الأراضي الأردنية". من جانب آخر أعلنت إدارة صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية أن الصحفية الفرنسية إديت بوفييه التي تعمل لديها لا تزال في سوريا، وقد اعتذر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لإعلانه في وقت سابق وصولها إلى لبنان سالمة. وعلى صعيد متصل، ذكرت صحيفة "النهار" اللبنانية أن المصور البريطاني بول كونروي -المصاب الذي خرج من حي بابا عمرو المحاصر في سوريا- نقل إلى منزل سفير بلاده في بيروت.