قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمون تحاول تأجيل مواجهة حتمية مع المجلس العسكري الحاكم في البلاد. وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من أن التيارات الإسلامية بصدد الهيمنة على البرلمان الجديد، إلا أن جماعة الإخوان المسلمين تسعى لتأجيل المواجهة مع المجلس العسكري، وتحافظ على وجود مسافة فارقة بينهم وبين الأحزاب الإسلامية التي وصفتهم بأنهم "الأكثر تشددًا"، في إشارة إلى حزب النور والأحزاب المتحالفة معه، مشيرة إلى أنهم يأملون أن يستمر الدعم الأمريكي للبلاد ماليًّا. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن عصام العريان - نائب رئيس حزب الحرية والعدالة - تأكيده في مقابلة أجريت معه أن الحزب يؤيد بقاء الحكومة الحالية برئاسة كمال الجنزوري لمدة ستة أشهر مقبلة، حتى يسلم المجلس السلطة، بعدما يتم صياغة الدستور الجديد وتعيين رئيس منتخب في يونيو المقبل، وفقًا لموقع اليوم السابع. وأشارت الصحيفة إلى الانتقادات الكثيرة التي وجهت لجماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة بسبب اللهجة التصالحية لهم، ولكونهم على استعداد دائمًا لاستيعاب من هم في السلطة، لافتة إلى حديث الكثيرين ومقارنتهم بين ما يجري الآن وما حدث من تعاون بين الإخوان والحكومة المصرية العسكرية بعد انقلاب عام 1952 بقيادة جمال عبد الناصر، حتى انقلب ناصر على الإخوان وأمر بقمعهم، الأمر الذي انتهى بسجن وإعدام كثير من أعضائها. يذكر أن حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين قد حصل على ما يقرب من 45% من مقاعد مجلس الشعب خلال مراحل الانتخابات المختلفة، وهم بذلك القوة البرلمانية الأولى في البلاد، ويتوقع الكثير من المراقبين أن يحدث صدام بين المجلس العسكري والجماعة بسبب رغبة المجلس العسكري في الحصول على وضع خاص في الدولة والدستور.