تساءل الكاتب سيمون جينكنز عن قيام بريطانيا بالحث على فرض مزيد من العقوبات على إيران، وقال إن المملكة المتحدة خرجت من العراق وإنها تنافح للخروج من أفغانستان، فلماذا تعد نفسها لمعركة مع إيران؟ وأوضح جينكنز في مقال نشرته له صحيفة "ذي جارديان" البريطانية أنه لا يمكن لبريطانيا أن تشن حربا على بلد -مثل إيران- الذي يفخر بشعبه البالغ تعداده قرابة خمسة وسبعين مليون نسمة، دون التفكير مليا بأي خطوة. كما تساءل الكاتب عن ما إذا كان أي من القادة البريطانيين يعتقد أن فرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على إيران، يكون من شأنه وقف طهران عن الاستمرار في البرنامج النووي الإيراني. وأوضح أنه لا يظن أن طهران سترضخ للعقوبات أو أن العقوبات سيكون من شأنها كبح جماح الطموح النووي الإيراني، مضيفًا أن العقوبات لم تؤد في السابق إلى إسقاط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين أو الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسوفيتش أو العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، ولكنها أدت فقط لاندلاع الحروب. وأما العقوبات على إيران، فيقول الكاتب إنها مفروضة منذ 33 عاما، وذلك لأنه لا يوجد أي شيء يمكن فعله ضد إيران، سوى فرض العقوبات، ولكن لم تؤد إلى شيء يذكر، بل إنها أتت بنتائج عكسية تمثلت في تعزيز حكم الفرد أو الحكم المطلق في البلاد. وقال الكاتب إن واشنطن أعلنت عن نيتها فرض عقوبات تجارية ومالية الشهر الجاري على إيران، وحذرت من إدراج الشركات التي تتعامل مع طهران في القائمة السوداء، وذلك في ظل ما وصفها الكاتب بمعركة الانتخابات الرئاسية التي تزمع الولاياتالمتحدة خوضها في المستقبل القريب. وأوضح أن العقوبات على إيران، تأتي من جانب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في سياق الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأنه يريد أن يظهر للوبي الأمريكي المؤيد لإسرائيل بمظهر الرئيس الذي يمكنه اتخاذ قرارات حازمة في مكان ما في الشرق الأوسط. كما قال الكاتب إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يتخذ قراره ويحدد موقفه فيما إذا كان سيشارك الشهر الجاري في ما وصفها باللعبة الأمريكية الخطرة والمتمثلة في حظر تصدير النفط الإيراني. وأما التهديد الغربي بفرض عقوبات جديدة على إيران، فيقول الكاتب إنه أدى بالأخيرة إلى اختبار صواريخ متوسطة المدى في منطقة الخليج، وإلى التلويح بإغلاق مضيق هرمز، وبالتالي احتمال التسبب في وقف ثلث كميات النفط المنقولة بحرا إلى العالم. وفي حين أشار الكاتب إلى عهد الإمبراطورية البريطانية السابقة ودورها في العالم، أعرب عن أمله في أن تستقل لندن بقرارها، وتحافظ على علاقات البريطانيين مع الشعوب، لا أن تكون ذيلا للإدارة الأمريكية، فتستل سيفها سريعا امتثالاً لأوامر واشنطن، كلما صدرت.