أعلن مجلس الوزراء، السبت، عبر صفحته ب«فيسبوك»، عن زيارة وفد مصري رفيع المستوى بقصد تفقد مشروع سد «نهر روفيجى» الذي بدأ في ديسمبر 2018 ، وينفذه التحالف المصري بتنزانيا. وترأس الوفد اللواء «محمود نصار»، رئيس الجهاز المركزي للتعمير، واللواء «عبدالفتاح الخرسة»، مساعد رئيس الهيئة الهندسية للمشروعات والإيواء، بزيارة دولة تنزانيا، لتفقد مشروع إنشاء سد ومحطة «يوليوس نيريري» لتوليد الطاقة الكهرومائية، بقدرة 2115 ميجاوات على نهر «روفيجي» بمنخفض «ستيجلرز جورج»، بدولة تنزانيا، والذي يُنفذه التحالف المصري المكون من شركتي المقاولون العرب والسويدي إلكتريك، بتكلفة 2.9 مليار دولار. وأكد «نصار» أن «تلك الزيارة تأتي للاطمئنان على سير العمل بالمشروع، لما يمثله من أهمية كبرى لأشقائنا في دولة تنزانيا»، موضحاً أن الزيارة كانت برفقة «ميدارد كاليمانى»، وزير الطاقة التنزاني، والمسؤولين المعنيين بدولة تنزانيا، والسفير «محمد أبوالوفا»، سفير مصر بدولة تنزانيا، ومجلس إدارة التحالف المصري. وتقع المحطة على جانب نهر روفيجي جنوب غرب مدينة دار السلام (العاصمة التجارية وأكبر مدن دولة تنزانيا)، وستكون المحطة هي الأكبر في تنزانيا بطاقة كهربائية 6307 آلاف ميجاوات/ساعة سنوياً، وسيتم نقل الطاقة المتولدة عبر خطوط نقل الكهرباء جهد 400 كيلوفولت إلى محطة ربط كهرباء فرعية، حيث سيتم دمج الطاقة الكهربائية المتولدة مع شبكة الكهرباء العمومية. وأوضح «نصار» أن المشروع يشمل إنشاء 4 سدود فرعية لتكوين الخزان المائى، وسدين مؤقتين أمام وخلف السد الرئيسي، لعمل التجفيف والتحويل أثناء تنفيذ السد الرئيسى، بالإضافة إلى مفيض للمياه بمنتصف السد الرئيسي، ومفيض طوارئ ونفق بطول 660 متراً لتحويل مياه النهر، و3 أنفاق لمرور المياه اللازمة لمحطة الكهرباء، وكوبري خرساني دائم، و2 كوبري مؤقت على النهر، ويتم خدمة منطقة المشروع بإنشاء طرق مؤقتة وطرق دائمة لتسهيل الحركة وربط مكونات المشروع. وفي إطار متصل ، تواجه مصر أزمة كبرى مع إثيوبيا التي بصدد الانتهاء من بناء سد النهضة، الذي يهدد مصر بالفقر المائي، وتعثرت المفاوضات بين البلدين لكنها ستُستأنَف برعاية أميركية بعد دعوتها لمصر وإثيوبيا والسودان لفك عقدة المفاوضات في جولة جديدة بواشنطن تنطلق 6 نوفمبر الجاري. كما هدد رئيس وزراء اثيوبيا ابي احمد ، مصر بحشد الملايين لمحاربتها إذا اعترضت بناء السد ، قابلها رد لين من جانب نظام السيسي ، الذي التقي ابي احمد بعده بيوما في روسيا ووصفه بأنه رجل سلام حقيقي. ء أن صفقة المشروع التي تم إرساء المناقصة عليها بمبلغ 3.6 مليارات هي صفقة خاسرة وليست واعدة كما روّج له الإعلام المصري، ذلك أن الدخول في المنافسة تم بدون دراسة وافية لمتطلبات المشروع والقدرة على الوفاء بشروطه، بل يدفعه الرغبة في الفوز بتقديم أقل سعر وحسب، وفيما اعتبره بعض الخبراء “ورطة”، اعتبره آخرون “فخ”.
وضرب الخبراء مثلا بالشركة البرازيلية التي بقيت في مفاوضات مع تنزانيا لمدة 3 سنوات لإنشاء 3 سدود على نهر روفيجي، ولكنها مفاوضات باءت في الأخير بالفشل لعدم الوصول لاتفاق يتناسب وتكلفة المشروع وعدم وجود سيولة مادية لدى الحكومة التنزانية لبناء السد.
مع العلم أن البرازيل لديها أهم شركة لبناء السدود في أمريكاالجنوبية، التي قامت ببناء أكثر من 70 سدًا على مدار ال20 عامًا الماضية. وهي خبرة تفتقدها الشركة المصرية.
ويزيد من خطورة الورطة، أن المناقصة التي رست على 3.6 مليارات دولار – المبلغ الذي دخلت الشركة المصرية به المسابقة- تم تخفيض قيمته ل 2.9 مليار فقط عند توقيع العقد.
إضافة إلى تعديل تنزانيا لمواصفات السد من مواصفات خرسانة “مدكوكة” لمواصفة “سد مقوس مسلح” . ويقول الخبراء أن المواصفات الأخيرة هي أغلى السدود الخرسانية وأعقدها في التنفيذ.
وبحسب الخبراء ستزيد تكلفة السد أكثر مما كان متوقعا لأكثر من 150%.