أكدت صحيفة الديلي تلجراف البريطانية أن المالكي الذي فاجأ الجميع كشخصية محورية أصبح أكثر ديكتاتورية وينتقده معارضوه بأنه وراء إشعال التوتر الطائفي. وتحت عنوان "العراق يتجه نحو صراع طائفي حتمي" يربط التقرير بين التفجيرات التي خلفت أكثر من 70 قتيلا وانسحاب القوات الأمريكية من العراق. وأضاف تقرير الصحيفة انه لم تمض ساعات على رحيل القوات الأمريكية من العراق حتى قرر رئيس الوزراء نوري المالكي التخلص من قيادات السنة في الائتلاف الحكومي الذي يقوده. وتابع: "سيعتقد كثير من الشيعة أن التفجيرات ثأر من جانب الهاشمي. وربما يصدقون تلك النظرية لكن ذلك لا يجعلها صحيحة". أما صحيفة الاندبندنت فقالت: "كان متوقعا أن يحاول رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تعزيز سلطاته مع رحيل أخر القوات الأمريكية هذا الشهر. لكن قراره غير المتوقع بإثارة أزمة سياسية فورا بان يأمر بالقبض على نائب الرئيس بتهمة الإرهاب ربما يضعف سلطاته ويزعزع استقرار العراق". ونقلت عن مسئول عراقي قوله: أن المالكي يعاني من جنون الشك والارتياب متصورا طوال الوقت أن هناك مؤامرات ضده شخصيا. من جهته, قال نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي إن سلسلة الهجمات التي استهدفت الخميس مناطق متفرقة في بغداد، وأدت إلى مقتل نحو سبعين شخصا، كانت من تدبير أطراف من داخل الحكومة العراقية. وأضاف الهاشمي إن ضلوع الحكومة العراقية يفسر لوحده لماذا تمكن المفجرون من زرع عبوات ناسفة في مناطق متفرقة من بغداد. و وتابع أن على الولاياتالمتحدة تحمل المسؤولية فيما يتعلق بالكيفية التي تدار بها الأمور في العراق حاليا. وكانت الكتلة العراقية التي يقودها رئيس الوزراء السابق أياد علاوي، وينتمي إليها الهاشمي ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك قد قررت قبل أيام مقاطعة اجتماعات البرلمان العراقي والحكومة. وفي الوقت نفسه طالب المالكي بإقالة نائبه السني المطلك، مما يعني انهيار اتفاق تقاسم السلطة الذي توصلت إليه مختلف القوى العراقية بعد صراع سياسي طويل عقب الانتخابات العامة.