وقعت مصر اتفاقا مع شركة قبرصية لمد كابلات بطول 310 كيلومترات تحت مياه المتوسط لتصدير الكهرباء إلى أوروبا. ووصفت شركة "يوروأفريكا" التي مقرها نيقوسيا الاتفاق المقدرة قيمته بملياري يورو، بأنه "تاريخي". المثير للجدل في هذا الإعلان هو أن مصر ليس لديها فائض كهرباء. كما أن قبرص فقيرة كهربائياً. وإذا كانت مصر لا تملك أي فائض كهربا وقبرص فقيرة جدا كهربيا، فما هي الفائدة من صفقة الربط الكهربي بين البلدين.. الإجابة بكل ببساطة هي مشروع الكابل الكهربائي الأوراسي، فماذا نعرف عن هذا المشروع؟ على مدار 5 حلقات متتالية، سنتناول شرحا تفصيليا لكل ما يخص هذا المشروع، وسيكون مرجعنا العلمي في هذه الحلقات العالم المصري نايل الشافعي، صاحب موسوعة المعرفة التي نشرت كافة تفاصيل المشروع ومراجعه.. واليوم موعدنا مع الحلقة الثالثة. المسار المصري في 8 فبراير 2017، نشرت النيويورك تايمز خبرا مؤداه أن وزارة الكهرباء المصرية قامت بتوقيع عقد تكليف فريق أوروبي للنظر في إمكانية إقامة كابل ربط كهربائي بين مصر وإسرائيل وقبرص واليونان، بطول 1650 كم (بدلاً من 1000 للمسار الأول، وبقدرة 2000 ميجاواط. اقرأ أيضا: 2 مليار يورو جباية لمصر.. ماذا تعرف عن الكابل الكهربائي الأوراسي؟ الخبر معناه أن هناك استحالة لتصدير الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا، ولذلك كبديل لذلك أتوا بفكرة تحويل الغاز إلى كهرباء في محطة توليد كهرباء عملاقة (2000 ميجاواط). وبدأ التفكير، في يوليو 2015، في إقامة المحطة في إسرائيل، ونقل الكهرباء إلى إسرائيل في كابل طوله 1000 كيلومتر فاكتشفوا عدم امكانية ذلك لأسباب سياسية ولصعوبة مد أنبوب الغاز من حقل لفياثان البحري إلى حيفا. فبدأوا التفكير في إقامتها في قبرص، ففشلت أيضاً. وللتغلب على مشاكل الأعماق قرروا في فبراير 2017 تغيير الخطة إلى إقامة محطة الكهرباء في مصر ثم مد كابل أطول (1650 كيلومتر) إلى إسرائيل وقبرص واليونان. مشروع المصالح المشتركة للاتحاد الأوروپي تبنت اللجنة الأوروپية، في 14 أكتوبر 2013، المشروع ضمن قائمة مشروعات المصالح المشتركة للاتحاد الأوروپي. تم قبول الكابل الكهربائي الأوراسي كمجموعة من ثلاثة مشاريع ذات أهمية مشتركة للاتحاد الأوروپي كأحد مشاريع البنية التحتية للطاقة عبر أوروپا. اقرأ أيضا: الكابل الكهربي الأوراسي.. فتش عن اكتشافات الهيدروكربون في شرق المتوسط المعايير الرئيسية للمشروعات ذات الاهتمام المشترك هي تكامل السوق، وأمن إمدادات الطاقة، وتعزيز المنافسة والحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. في 18 نوفمبر 2015، اعتمدت المفوضية الأوروپية القائمة المنقحة الثانية ل 195 مشروع من مشروعات الاتحاد الأوروپي ذات الاهتمام المشترك. كما تم تضمين الكابل الكهربائي الأوراسي ضمن القائمة المنقحة. في 23 نوفمبر 2017، تم تضمين الكابل الكهربائي الأوراسي على القائمة النهائية الثالثة للمشروعات الأوروپية ذات الاهتمام المشترك. في 20 أكتوبر 2014، أعلن الاتحاد الأوروپي عن تمويله لثلاثة مشاريع تمهيدية لمشروع الكابل الكهربائي. حصلت هذه الدراسات على نصف التكلفة (1.325.000 يورو) من مرفق توصيل أوروپا. في 17 فبراير 2017، وافقت اللجنة الأوروپية على دعم مالي قيمته 14.5 مليون يورو للدراسات التفصيلية النهائية قبل تنفيذ المشروع. يغطي الاتحاد الأوروپي تكلفة الدراسات التفصيلية النهائية قبل بدء التنفيذ. اقرأ أيضا: نكسة جديدة في 30 يونيو.. بدء بيع الغاز "الإسرائيلي" لمصر اختير مشروع الكابل الكهربائي الأوراسي كواحداً من سبعة مشروعات كهربائية. تبعاً لجنة الاتحاد الأوروپي، يساهم المشروع في أهداف الطاقة للاتحاد بزيادة تأمين إمدادات الطاقة، توصيل شبكات الطاقة الأوروپية، وكذلك الإسهام في تكامل موارد الطاقة المتجددة عبر الاتحاد الأوروپي.