قبل أيام، وقعت مصر اتفاقا مع شركة قبرصية لمد كابلات بطول 310 كيلومترات تحت مياه المتوسط لتصدير الكهرباء إلى أوروبا. ووصفت شركة "يوروأفريكا" التي مقرها نيقوسيا الاتفاق المقدرة قيمته بملياري يورو، بأنه "تاريخي". المثير للجدل في هذا الإعلان هو أن مصر ليس لديها فائض كهرباء. كما أن قبرص فقيرة كهربائياً. وإذا كانت مصر لا تملك أي فائض كهربا وقبرص فقيرة جدا كهربيا، فما هي الفائدة من صفقة الربط الكهربي بين البلدين.. الإجابة بكل ببساطة هي مشروع الكابل الكهربائي الأوراسي، فماذا نعرف عن هذا المشروع؟ على مدار 3 حلقات متتالية، سنتناول شرحا تفصيليا لكل ما يخص هذا المشروع، وسيكون مرجعنا العلمي في هذه الحلقات العالم المصري نايل الشافعي، صاحب موسوعة المعرفة التي نشرت كافة تفاصيل المشروع ومراجعه.. واليوم موعدنا مع الحلقة الثانية. اكتشافات الهيدروكربون بحر المشرق (شرق المتوسط) تحده اليونان، تركيا، سوريا، لبنان، الكيان الصهيوني، مصر وقبرص في الوسط. وقبرص هي أكبر جزيرة في بحر المشرق وتقع في الوسط. تتنازع الكثير من بلدان المنطقة مع بعضها البعض. اقرأ أيضا: 2 مليار يورو جباية لمصر.. ماذا تعرف عن الكابل الكهربائي الأوراسي؟ قاع حوض شرق المتوسط مغطى بالبراكين الطميية التي تنقل الغاز وأحياناً النفط إلى مناطق القاع. جيولوجياً، يتألف حوض شرق المتوسط من أعمدة رسوبية يزيد سمكها عن 12 كم مغطاة بالمتبخرات. تشير الحقائق الجيولوجية والدراسات المحيطية إلى توقعات بأن البحر المشرقي يحتوي على مخزون ضخم من الغاز والنفط محبوس في المتبخرات. نزاعات المناطق الاقتصادية الخالصة مؤخراً، اكتشفت إني حقل ظهر للغاز، أكبر حقل غاز معروف في البحر المتوسط. يحتوي حقل ظهر على 850 مليون متر مكعب من الغاز. ويقدر بأن الحوض المشرقي يحتوي حوالي 3.5 تريليون متر مكعب من الغاز الغير مكتشف. كما يقدر بأن هناك أكثر من 1.7 بليون برميل من النفط القابل للاسترداد. حقول الغاز حقل أفروديت للغاز، هو حقل غاز بحري يقع قبالة الساحل القبرصي في البلوك 12 ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة القبرصية. ويقدر بأن بلوك 12 يحتوي على 110-140 بليون متر مكعب من الغاز الطبيعي. وتواصل قبرص التنقيب في بلوكات أخرى ضمن منطقتها الاقتصادية الخالصة. اكتشف حقل كاليپسو للغاز في البلوك 6 عام 2018. ويقدر أنه يحتوي على 170-230 بليون متر مكعب من الغاز. وكان أول اكتشاف ضخم للغاز، 28 بليون متر مكعب، في حقل ماري-بي عام 2000. كان إنتاج حقل ماري-بي حتى 2013 يغطي 40% من احتياجات الغاز الإسرائيلية. حقل تمار للغاز، 280 بليون متر مكعب من الغاز، اكتشف عام 2009. بدأ الانتاج التجاري من حقل تمار عام 2013. وتُغطي جميع الاحتياجات الصناعية واحتياجات الغاز تقريباً من حقل تمار، الذي يولد أكثر من نصف الكهرباء في البلاد. اقرأ أيضا: محطة الجميل أهم من الاستفتاء.. قضية يخشاها السيسي وتهتم بها أمريكا في 2010، اكتشف حقل لڤياثان للغاز، وهو أكبر حقل غاز طبيعي بحري في البحر المتوسط. ويقع على مسافة 150 كم شمال دمياط في السفح الجنوبي لجبل إراتوستينس البحري، فيما يفترض أنه المنطقة الاقتصادية الخالصة لمصر. ويقدر أن الحقل يحتوي على 470 بليون متر مكعب من الغاز الطبيعي. البنية التحتية الكابل البالغ طوله 287 كيلومتر سيربط إسرائيل مع قبرص.قبرص سترتبط بدورها بجزيرة كريت اليونانية. ومن كريت، يوجد، بالفعل، كابل يربطها بشبه جزيرة المورة في البر الرئيسي لليونان، وهو ما يربطه بشبكة الكهرباء الأوروبية. وإذا بُني، فإن إجمالي طول الكابل سيكون 1.000 كم وسيتم تمديده على أعماق تصل إلى 2000 متر تحت سطح البحر. وسيكون الكابل بسعة نقل 2.000 مِگاواط من الكهرباء في أي من الاتجاهين. ويُتوقع أن تبلغ تكاليف المشروع 1.5 مليار يورو، منها 500 مليون يوروتكاليف الوصلة بين إسرائيل وقبرص. اقرأ أيضا: خفايا الربط الكهربائي بين مصر وقبرص.. مصلحة لإسرائيل وإهدار 2 مليار دولار وفي القدس في 4 مارس 2012، تم توقيع مذكرة تفاهم لإجراء دراسة جدوى بين شركة المشروع، د.إ.ه. كوانتوم إنرجي، وشركة كهرباء إسرائيل. دراسة الجدوى انتهت في آخر عام 2012. وكان من المتوقع الإعلان عن اطلاق المشروع في عام 2013. ويُتوقع أن يكتمل تنفيذ المشروع في غضون ثلاث سنوات من بدء الإنشاءات. وفي لقاء بين وزراء الطاقة الإسرائيلي والقبرصي في يونيو 2015، اقترح الوزير الإسرائيلي مضاعفة القدرة المخطط لها للكابل. بإمتلاك إسرائيل وقبرص ودائع غاز طبيعي، فإن كابل بقدرة أكبر سيسمح لهما بإنشاء محطات طاقة تعمل بالغاز الطبيعي وتصدير كميات كبيرة من الكهرباء إلى أوروپا. يهدف الشريكان إلى عقد دراسات بيئية ودراسات لمسار للمشروع في أوائل 2016 بتاريخ تنفيذ مؤقت في 2019 لوصلة إسرائيل-قبرص و2022 لوصلة قبرص-اليونان.