قالت وكالة الأنباء المركزية في كوريا الشمالية إن أصغر أبناء زعيم البلاد الراحل كيم جونج إيل، وخليقته المرتقب، قد ألقى اليوم الثلاثاء النظرة الأخيرة على جثمان والده يرافقه عدد من مسئولي الحزب والحكومة والجيش في بيونجيانج "وأعرب عن تعازيه وعميق أسفه". وتحظى الأخبار الواردة من تلك البلاد الشيوعية المعزولة التي يحكم النظام فيها قبضته، بمتابعة وثيقة في أنحاء العالم في أعقاب وفاة زعيم البلاد الراح لكيم جونج إيل، سعيا لاي إشارات على كيفية تحقيق انتقال سلس للسلطة. وفي رسالة بثتها الوكالة أمس الاثنين، وصفت الحكومة والجيش والحزب الحاكم الابن كيم جون أون ب"الخليفة العظيم" و"المحترم" والقائد "الفذ" و"الحكيم". وجاء في الرسالة أنه "يجب على كل أعضاء الحزب وأفراد الجيش والشعب مواصلة الولاء لتوجيهات المحترم كيم جونج أون وأن يحموا بشدة ويدعموا رسوخ وحدة الفكر الواحد للحزب والجيش والشعب". ورغم هذا تسود مخاوف من حدوث فراغ في السلطة ونشوب صراع نظرا لأن كيم الصغير، الذي يعتقد أنه في أواخر العقد الثالث من العمر، لم يتسن له الوقت الكافي للاستعداد لدوره كزعيم لكوريا الشمالية ولم يرسخ إلى الآن دعمه داخل الجيش القوي، أحد أكبر جيوش العالم، ولا داخل حزب العمال الكوري الحاكم. لكن كيم جونج أون حصل على دعم مبكر من الصين، الحليف الرئيسي الوحيد لكوريا الشمالية. فقد ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" أن وزير الخارجية يانج جيه تشي قام بزيارة لسفارة كوريا الشمالية في بكين مساء أمس الاثنين وقال إن بلاده تعتقد أن شعب كوريا الشمالية "سيظل متحدا مع قيادة حزب العمال الكوري وكيم جونج أون وسيحول حزنه إلى قوة". وأضافت الوكالة أن الرئيس الصيني هو جينتاو زار السفارة بنفسه اليوم الثلاثاء ليقدم تعازيه. تعد زيارة التعزية لشخصيات رفيعة كهذه إيماءة مهمة على دعم سياسي لكوريا الشمالية، والتي زاد اعتمادها على جارتها القوية بشكل كبير في السنوات الأخيرة. وكان كيم جونج إيل قد توفي السبت الماضي بأزمة قلبية عن 69 عاما. ومنذ إعلان الوفاة، نشرت وسائل الإعلام الحكومية صورا وتسجيلات مصورة لمعزين ينتحبون، بل وينهار بعضهم ، كما نشرت صورا اليوم لجثمان الزعيم الراحل وهو مسجى، وتحيط به زهور حمراء. تستمر فترة الحداد حتى يوم 29 ديسمبر الجاري، كما أنه من المقرر إجراء مراسم الجنازة يوم 28 ديسمبر الجاري.